عنوان الفتوى : إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب
اغتسلت وبعد ذلك سألتني أمي أين وضعت لباسك الداخلي وقالت ذلك أمام بعض أقربائي ثم قالت لي هل كنت قد لبست لباسك الداخلي فقلت لها لا لكي لا يتسبب لي حرج أمام أقربائي ولكني كذبت عليها فأنا قد أخفيت لباسي الداخلي لأنه كان فيه بعض المني لأني كنت على جنابة، فما حكم كذبتي وماذا أفعل، وأرجوكم لا تحيلوني على فتاوى وأسئلة سابقة وإنما أجيبوني إجابة جديدة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكذب حرام وهو كبيرة من الكبائر، فيجب على المسلم الاحتراز من الوقوع فيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. رواه مسلم.
وإذا تعين عليه الكلام في نفي شيء ما لحرج موقف أو خوف سوء عاقبة ونحو ذلك فيمكنه الاستعانة بالتعريض والتورية ففيهما مندوحة عن الكذب، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أما في المعاريض ما يكفي المسلم الكذب. صححه الشيخ الألباني، وقال عمرو بن الحصين: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب. رواه البخاري في الأدب وصححه الألباني.
فالواجب عليك فيما ذكرت هو أن تتوب إلى الله وتستغفره وتندم على ذلك وتعقد العزم على أن لا تعود إليه، وأبشر بتوبة الله عليك إن فعلت وعلم منك الصدق في ذلك، فقد قال سبحانه: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً {النساء:17}، وقال تعالى: وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {النساء:110}، فمن يستغفر الله يغفر له ومن يتب يتب الله عليه، ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم :39152 .
والله أعلم.