عنوان الفتوى : التوبة وظيفة العمر
بعد أشهر ليست بقصيرة من إجابتكم لسؤالي 251838. فشلت خلالها في الزواج. وسقطت في وحل المعصية عدة مرات. ورسبت و تحولت حياتي إلى جحيم، وأنا أسير من سقطة إلى أخرى مغيبًا. حتى أنني لفترة توقفت عن الصلاة والصيام. وبدأ قلبي يخفق بالعودة إلى ربي منذ بضعة أيام. ووجدت نفسي أقرأ فتواكم على سؤالي و تكاد عيناي تدمع. وأقف لا أعرف ماذا أفعل؟ أو لأكون صريحًا أعرف ماذا أفعل لكن لا أستطيع أن أتخذ القرار. أشعر أن إيماني ليس كما كان منذ سنة مضت. و ثقتي بالله تحولت لكلماتٍ لا تدعمها أفعال. أنا أرسل هذه الرسالة المضطربة، التي لم أفتعلها. لست لأسأل سؤالاً محددًا بل لعل أحدًا يتعلم منها شيئًا ما.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن التوبة إلى الله هي وظيفة العمر، ووقوع المرء في الذنب مرة بعد أخرى لا يعني ذلك أنه لامجال للتوبة، بل إن باب التوبة مفتوح ، والله يفرح بتوبة عبده ورجوعه إليه نادماً معترفاً بتقصيره عازماً على عدم العودة لذنبه، ولكن بادر بالتوبة قبل أن يدهمك الموت فلا ينفعك الندم حينئذ، وانظر الفتوى رقم: 24031. وإن مما يعينك على عدم الوقوع في هذه الفاحشة مرة أخرى عدة أمور منها:
1- علمك بعقوبة فاعلي هذه الفاحشة في الدنيا والآخرة، وانظر الفتوى رقم: 1869.
2ـ دعاء الله تعالى بذل وإلحاح أن يرزقك العفة وأن يصرف عنك هذه الشهوة المحرمة، وتحر في دعائك أوقات الإجابة الفاضلة، واستوف آداب الدعاء، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11571 ، 2395 ، 17449 ، 32655 ، 8581.
3ـ الانقطاع تماماً عن أصدقاء السوء والأشخاص الذين مارست معهم الفاحشة، فلا تجتمع معهم أبداً ولا تتواجد في الأماكن التي يكونون فيها ولا تصحب من يذكرك بالمعصية، وهذا من أهم العلاجات، وبدونه قد تنتكس.
4ـ اجتهد في التماس صحبة صالحة من الشباب الصالح المتمسك بالدين، فإنهم خير معين بعد الله على الاستقامة على أمره والانقياد لشرعه، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
5ـ بادر إلى الزواج في أقرب فرصة ولا تجعل محاولتك الفاشلة السابقة عائقاً عن المحاولة من جديد. وإلى أن يتم زواجك أكثر من الصيام فإن له تأثيراً بالغا في كبح جماح الشهوة. وقد قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم. ولمزيد فائدة وتفصيل طالع الفتاوى ذات الأرقام التالية:57110 ، 59332، 60222 ، 56002. هذا، ولقد فعلت جرماً عظيماً بانقطاعك عن الصلاة والصيام في الفترة الماضية، فجدد التوبة إلى الله، واقض ما فاتك، وراجع الفتوى رقم: 12700.