عنوان الفتوى : المعاملة السيئة من أهل الزوج لزوجته
فضيلة الشيخ الكريم أنا سيدة متزوجة منذ أكثر من ثمان سنوات ولدي طفلان أعتبر نفسي أرخص زوجة وزواج في العالم بالرغم أني على قدر جيد من الجمال والتعليم فأنا معلمة تمت خطبتي وافقت هربا من استبداد أبي تمت الخطبة في بيت أهلي تحملت جميع التكاليف في المقابل شبكة لاتصلح هدية لطفلة بالرغم أن هذا الخطيب مقتدر ماديا فقد كان يعمل بالسعودية وأثناء الخطوبة كان قليل الكلام وبعد شهر سافر السعودية ولم يكن بيننا سوى الرسائل رسائله جافة بدون أن مشاعر أو أحاسيس وكأنها فرض وكان يراسلني على عنوان أهله وأحيانا تفتح خطاباتي ويقال سهوا كان فرض يوميا علي أن أمر عليهم قبل ذهابي للعمل أو بعده ليس حبا في وإنما حبا في خادمة فكنت أذهب أنظف بيت حماتي قبل ذهابي للعمل في حين أن أخته نائمة أو جالسة تسمع الأغاني وكنت أذهب لعملي بملابس متسخة تحملت لم أحاول أن أشكو لخطيبي وذلك لأنه لا يعرفني جيدا وأنه سيصدق أهله وزاد استغلالهم باقتراض المال لا يرد كل هذا بدون علم أهلي وكان رأي والدي أن حماتي مسيطرة علي أسرتها وحماي عديم الشخصية وأن خطيبي مثله، بعد عام وأكثر أرسل خطيبي توكيلا للوالدة لعقد القران وكان المقدم والمؤخرجنيه اقل من ريال سعودى كان والدي يطالب بمؤخر خمسة آلاف جنيه وأقنعتة ان أفضلهن أقلهن مهورا وأنه في حالة الطلاق أي واحدة لن تبحث عن الفلوس بقدر رغبتها في الخلاص ووافق والدي وأسرة زوجي يعرفون طالما تم عقد القران يكون الزوج مسئولا عن مصروف لزوجته وحتى وهي في بيت أهلها ولكن لم يعمل به معي وإنما مع أخته حتى إنه أرسل لي بعض الهدايا على بيت أهله فاختاروا منها الأفضل وتركوا لي الرديء وعمل لي استقداما وسافرت له وذلك بدون تأثيث شقة الزوجية وهي حيطان فقط وبدون عمل فرح وغيره كان والدي غاضبا جدا وقال لي إن الذي أنا أعمله كأني واحدة سبق لها زواج بعد زواج ،وجدت زوجي جاف المشاعر جدا وجدت نفسي مع نفسي فقط بين أربع حيطان في غربة، زوجي لا يعرف إلا العمل أو الأكل أو النوم أو الخروج باستمرار لأي حجة قليل الكلام وكنت أحاول من جانبي أن أتقرب له عرفت أن الأرض التي يملكها والتي بها ورشة حدادة ويديرها والده والمبنى عليها شقتنا وسيارة تاكسي كل شيء باسم أمه ثم تم بيع السيارة ومن ثمنها اشتروا أبوابا وشبابيك الشقة ومن النوع الرديء أما باقي ثمن السيارة فالعلم عند الله ورشة الحدادة كانت شراكة بين زوجي وصاحبه والتي كان يديرها والده أغلقت بديون وقام زوجي بتسديد الديون وتسديد الخسارة لشريكه وعرفت أن زوجي عديم الشخصية مع أهله خاصة وأنهم يستغلونه يعيشون حياتهم على مستوى عال ويطلبون منه أن يحول لهم فلوس لعمل مصلحة له ولكن أي فلوس تحول لجيوبهم ويتكرر ذلك باستمرار بدون أن يتعلم زوجي من أخطائه نحاول في الغربة التوفير ولو على حساب أنفسنا حتى نستطيع شراء شقة جيدة وفرشها وعمل مشروع نعيش منه في حالة نزولنا لمصر وعملت وكان راتبي كله أضعه في البيت لكي أوفر راتب زوجي لأن رأيه انه لا داعي لأن أعمل طالما أنه غير مستفيد من عملي وأن وقت عملي من حقه هو وأولادي أي الراتب من حقه وما نوفره تأخذه حماتي لتجديد شقتها ودهانها وشراء تلفزيون أحدث وسابقا تركنا تحويشة العمر 55ألف جنية التي ادخرتها لزوجي ذلك على حساب راتبي لشراء شقة تمليك50ألف كاش و55تقسيط فقامت حماتي بشراء الشقة بالتقسيط ودفعت30ألف فقط مقدما والباقي 25تدفع على قسطين كل منهم 12.5 ألف جنية ثم أبلغتنا أنها دفعت القسط الأول واشترت حاجات وليس معها ثمن القسط الثاني ثم حولنا مبلغ 13الف جنية وذلك بالسلف والجمعيات علمت بعد ذلك أنها لم تسدد أي أقساط وأنها صرفت على زواج بنتها الصغرى بالرغم أنه سبق أن دفع زوجي 4800جنية مساعدة لزواجها وأمه اشترت محلين باسمها وأسلفت ابنها 5آلاف جنية لكي يتزوج وشراء هدية زواجه على حسابنا ولازم كل إجازة أهل زوجي يتسببوا لى في المشاكل وفى آخر إجازة حماتي طلبت مني أن أنظف فرفضت لمرضي فزوجي نظف عنى فانفجروا كلهم امه أخذت تصرخ ووالدته أخذت تحرض وأخته الصغيرة تطاولت على باللسان وباليد وتسببت لي في جروح تركت آثارا حتى الآن في وجهي وللعلم ليست هذه المرة الأولى للإهانة من أخته وأهله وإنما كل إجازة وكل مرة لازم أسامح وزوجي متواجد وأمه طلبت منه أن يطلقني ويعلم الله أني لم أرد ولو بحرف على كل ما حدث أما رد فعل زوجي هي أنه أخذ يحاول تهدئة أخته وكان رأيه أن كلا منا غلطانة، أنا غلطانة لأني لم أسمع كلام أمه وطلب من كل واحدة تقبيل رأس الأخرى وإلا سافر وتركني في شقة بدون أي أثاث أنا وأولادي وتجنبا للمشاكل طلبت من زوجي عند زيارته لأهله يذهب هو والأولاد بدوني فرفض زوجي ولا يعلم أهلي أي شيء، هدفهم افتعال المشاكل بيني وبين زوجي فهو الدجاجة التي تبيض لهم وزوجي غاضب لأني لو نظفت لما كانت حصلت أي مشكلة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن هذه الأعمال التي يعاملك بها أهل زوجك أعمال لا ينبغي أن تصدر من مسلم لأخيه المسلم، فأحرى إذا كانت تربطه به رابطة المصاهرة فعليهم أن يتقوا الله تعالى ويكفوا عن تلك الأعمال المشينة التي تتنافى مع الدين والخلق الحسن، وعليك أنت أيتها الأخت بالصبر والاحتساب على ما تلقينه، ولتحاولي إقناع زوجك وتبصيره بأمور الحياة، ومن ذلك إفهامه أن ترك العنان لأهله في التصرف في أمواله على حساب نفسه وزوجته وعياله له عواقب سيئة على بيته ولا يعني هذا أنه يحرم أهله كلا، ولكن يحسن إليهم بقدر استطاعته بحيث يعطي كل ذي حق حقه، وكنا قد أجبناعن كثير مما يتضمنه هذا السؤال في سؤالك السابق .
وهذا نص الجواب السابق:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد تضافرت نصوص القرآن والسنة على حرمة أذية المسلم وظلمه والتحقير به فضلا عن ضربه في غير حق شرعي. قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب: 58} وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره. بل إن سب المسلم وقتاله نوع من الفسق والكفر، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. متفق عليه.
وعلى هذا فإن ما قام به أهل زوجك نحوك من السب والضرب يعد اعتداءا وظلما مخالفا للشرع ومنافيا للعشرة والرابطة التي تربطك بهم، فالواجب عليهم التوبة والاستغفار ومن لوازمها طلبهم للصفح منك، وعلى زوجك أن يتقي الله ويقف إلى جانب الحق ولا يقف إلى جنب أهله بالباطل بحيث يسوي بين الظلم والمظلوم بل كان عليه أن ينصفك من أختك ولا يتركها تضربك وتسبك ولا ريب أن سكوت زوجك على هذا يؤثر على مكانته كرجل دوره أن يكون مهابا ومسموع الكلمة داخل أسرته لا يقبل أن يعتدي أحد من أفرادها على الآخر بما يضمن حسن التعايش بين جميعها.
وعلى كل، فما دام هذا الأمر قد وقع فعليه الصلح بينك وبين أهله وأن لا يدع ذلك يتكرر في المستقبل، أما أنت أيتها الأخت فننصحك بالصبر والاحتساب فيما تعرضت له من إساءات وذلك طلبا للأجر من جهة ثم حفاظا على بيتك وعيالك من التصدع.
وإن وجدت أن أهل زوجك ماضون على خلقهم المشين معك فالأولى ترك زيارتهم ما داموا على تلك الطباع تفاديا للخلاف بينك وبين زوجك خاصة وأن أمه بدأت تحرضه على تطليقه لك ولتحاولي إقناع زوجك بالرفض لهذا الطلب الذي يعود بالضرر عليك والعيال وأخبريه بأن الشرع لا يوجب طاعة الأم في هذا وأطلعيه على الفتوى رقم: 1549.
والله أعلم.