عنوان الفتوى : رحبة المسجد الأقصى هل تعتبر من المسجد
لماذا تم بناء المسجد الأقصى البناء المسقوف على تلك البقعة فقط؟ وهل كل هو ما داخل الأسوار هو من المسجد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على تعليل لبناء المسجد الأقصى على تلك البقعة فقط، من غير أن يكون البناء شاملاً لكل ما بداخل الأسوار.
لكننا لا نرى في ذلك شيئاً غريباً، فقد يكون سبب الاقتصار على تلك البقعة هو أن حاجة المصلين آنذاك كانت بقدر ذلك فقط.
وقد يكون السبب هو ضيق النفقة، كما هو الحال في بناء قريش للكعبة الشريفة، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجدر أمن البيت هو؟ قال: نعم. قلت: فلم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إن قومك قصرت بهم النفقة... الحديث.
وما هو داخل أسوار المسجد قد اختلف أهل العلم فيما إذا كان له حكم المسجد أم لا. قال النووي في المجموع: حريم المسجد لا يثبت له حكم المسجد في صحة الاعتكاف فيه، وتحريم المكث فيه على الجنب. اهـ
وقال المرداوي في الإنصاف: رحبة المسجد ليست منه على الصحيح من المذهب... وهو من المفردات. اهـ
وقال: وعنه أنها منه، جزم به بعض الأصحاب، منهم القاضي في موضوع من كلامه، وجزم به في الحاويين، والرعاية الصغرى في موضع من كلامه، فقال: إن كانت محوطة فهي منه، وإلا فلا. قال المجد: ونقل محمد بن الحكم ما يدل على صحة هذا الجمع. اهـ
وقال: وقدم هذا الجمع في المستوعب، وقال: ومن أصحابنا من جعل المسألة على روايتين، والصحيح أنها رواية واحدة. اهـ
والله أعلم.