عنوان الفتوى : إقناع منكر الملائكة والنبوة والقرآن الكريم
أما بعد: أرجو من حضرتكم مساعدتي بإقناع شاب سألني ولكن لم أستطع إقناعه فاستنجدت بكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أولى ما يتعين الاهتمام به في قضية هذا الشاب هو السعي في إقناعه بالإيمان بربوبية الله وألوهيته، ثم حدثه عن القرآن، وبين له أنه كلام الله ، واستشهد له على ذلك بما في القرآن من الإخبار عن الغيب الذي لا يعلمه الخلق، ولا يمكنهم افتراؤه، وما فيه من الإعجاز العلمي الذي لم يكتشف إلا مؤخراً، وما فيه من الأساليب العجيبة التي عجز العرب عن محاكاتها مع تمكنهم من التعبير بشتى أساليب الخطاب، وقد شاهد الناس صدق كثير مما جاء في القرآن من الأخبار المستقبلية، فمن ذلك غلبة الروم وهزيمة جمع قريش، كما اكتشف العلم الحديث مؤخراً أطوار الجنين في البطن ووجود الحاجز المائي بين العذب والمالح إلى غير ذلك.
ومن أعظم دلائل كونه من عند الله بقاؤه محفوظاً بين أيدينا أربعة عشر قرنا لم يحرف ولم يبدل ولم يخلق على كثرة الرد ولا يسأم منه قارئوه مهما كرروا تلاوته.
وأما إثبات رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يشهد له تبشير رسول الله عيسى ابن مريم برسالته وثبوت أمره في التوراة والإنجيل، وقد شهد بذلك بعض أهل الكتاب الذين لم يعمهم التعصب كبحير الراهب وورقة بن نوفل وسلمان الفارسي وعبد الله بن سلام وزيد بن سعنة، إضافة إلى كثير من المعجزات التي تشهد برسالته، ومنها شهادة الأشجار والحيوانات برسالته صلى الله عليه وسلم، ومنها انشقاق القمر ومنها إخباره بأشياء مستقبلية ظهر صدقه فيها كفتح الشام والعراق والقسطنطينية.
وهذه المعجزات قد ألف أهل العلم فيها عدة كتب فمنها دلائل النبوة للبيهقي ،ومنها كتاب البداية والنهاية لابن كثير، فقد ذكر في المجلد السادس كثيراً من المعجزات، وكتاب الرسل والرسالات للدكتور عمر سليمان الأشقر.
وأما الإيمان بالملائكة، فإن الشرائع السماوية جاءت به كلها، وليس في العقل ما يرفض ثبوته حتى ينكره منكر.
إضافة إلى أنه قد ثبت حسيا تصرفاتهم بإذن الله في هذا الكون، فهذه ظاهرة الموت التي تحصل بتوفي ملك الموت للحيوانات وهي مشاهدة يومياً مع توفر العلاجات الطبية وتطورها.
ومثلها ظاهرة نزول الأمطار وظاهرة حفظ الإنسان عندما ينام وهو مفتوح المنافذ ولا حشرة تدخل في منفذ من منافذه، وما ذلك إلا بحفظ المعقبات من الملائكة وحراستهم له.
وللمزيد في الموضوع راجع الفتاوى التالية أرقامها: 32949، 12746، 31528، 20138، 654، 24129.
وراجع مواقع الإعجاز العلمي على الإنترنت وما قاله الشيخ الزنداني وزغلول النجار فيه.
ثم إننا ننبه إلى أنه لا ينبغي أن يحاور الملاحدة والمشككين في الدين إلا من يستطيع حوارهم ممن تسلح بالعلم الشرعي خوفاً من تأثره بما يرددونه من الشبهات.
ولا يعني هذا أنه لا يدعوهم إلى الله تعالى، ولكن بنبغي أن يستخدم في دعوتهم وتذكيرهم وسائل الترغيب والترهيب بنصوص الوحي، وتذكيرهم بالموت وأنهم سينقلون إلى حياة أخرى لا ينفعهم فيها إلا الإيمان بالله وما جاءت به رسله إضافة إلى ما يكسبه أهل الإيمان من سعادة الدنيا، وحصول الحياة الطيبة بها مع سعادة الآخرة والسكن الأبدي في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
والله أعلم.