عنوان الفتوى : تحريف التاريخ وتدريس تاريخ الفراعنة
هل يجوز تدريس مادة التاريخ وبها تاريخ الفراعنة الكفار وغيرهم من تحريف التاريخ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتحريف التاريخ كذب وزور، وقد حرم الله الكذب وجعله منافيا لصفات المؤمن، قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: أيكون المؤمن كذاباً؟ فقال: لا. أخرجه مالك في الموطأ.
ويكفينا تحذيراً من الكذب قول النبي صلى الله عليه وسلم: وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود.
وأما تدريس مادة التاريخ فلا حرج فيه ولو أدى ذلك إلى تدريس تاريخ الفراعنة الكفار، فتاريخ الأمم السابقة، وأخبار الفراعنة وقصص الجبابرة والطغاة، قد امتلأت بها سور القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسير صحابته رضي الله عنهم، وليس يلزم من تدريس تاريخ الفراعنة أن يدرس محرفاً.
ولكن يجب على المدرس أن يبين أن هؤلاء القوم إنما أهلكوا بسبب ذنوبهم وبعدهم عن منهج الله، كما يجب عليه ألا يمجدهم وألا يعلي من شأنهم فهم كالأنعام بل هم أضل، وكل خسيس عند الله يجب أن يكون خسيساً عند المسلم.
والله أعلم.