عنوان الفتوى : التداوي بالحبة السوداء
الإخوة الأعزاء ورد حديث في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام. إنني استمعت لمقابلة مع دكتور في الأعشاب الطبية وهو من مصر على إحدى الفضائيات بأنه يقول إن الحبة السوداء أو حبة البركه المتعارف عليها بين الناس والموجودة الآن في الأسواق ليست هي الحبة التي يقصدها ويعنيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الأحاديث التي وردت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشأنها،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التداوي بالحبة السوداء، روى البخاري ومسلم في كتاب الطب، وابن ماجه وأحمد وغيرهم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام. أي الموت. وروى البخاري أيضاً الحديث عن عائشة بزيادة (إن).
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح: ويؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة السوداء شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفاً، بل ربما استعملت مفردة وربما استعملت مركبة، وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة، وربما استعملت أكلاً أو شرباً وسعوطاً وضماداً وغير ذلك... ثم يتابع ابن حجر كلامه فيقول: وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: تكلم الناس في هذا الحديث فخصصوا عمومه وردوه إلى قول الطب والتجربة ولا خفاء بغلط قائل ذلك لأنا إذا صدقنا أهل الطب ومدار علمهم غالباً على الظن والتجربة فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم. انتهى.
ثم قال ابن حجر رحمه الله تعالى في آخر كلامه على هذا الحديث: وقد تقدم توجيه حمله على عمومه بأن يكون المراد بذلك ما هو أعم من الإفراد والتركيب ولا محذور في ذلك ولا خروج عن ظاهر الحديث. والله أعلم.
هذا، وقد وردت رواية أيضاً في البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء لكل داء إلا السام. والسام: الموت، وقوله: عليكم أي الزموا.
وقد ظهرت في السنوات الأخيرة أبحاث علمية تتحدث عن فوائد الحبة السوداء في تقوية جهاز المناعة، وخواصها المضادة للجراثيم والسرطان، وتخفيف التهابات المفاصل وغيرها.
وأما ما سمعته من الدكتور الذي ذكرت فهو مخالف لما هو متواتر عند الناس ولا ندري ما هو مستنده فيه، ولكن ليس عندنا شيء قاطع في الموضوع.
والله أعلم.