عنوان الفتوى : التشهد في الفرض والنافلة
أي التشهد نذكر في صلاة النوافل أوالشفع والوتر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتشهد في صلاة النوافل والشفع والوتر هو نفس التشهد في الفرائض، وله صيغ مختلفة صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلو أتى المصلى بأي واحدة منها أجزأه، وإن أتى بواحدة في بعض الصلوات وبالثانية في أخرى فحسن ليعمل بكل ما ورد في السنة. ومن صيغ التشهد ما رواه مسلم والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، فكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. وفي رواية: عبده ورسوله. وأخرج أبو داود والدارقطني عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله. ـ قال ابن عمر: زدت فيها وبركاته ـ السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله ـ قال ابن عمر: وزدت فيها وحده لا شريك له ـ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وأخرج مسلم وأبو داود وابن ماجة عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... وإذا كان عند القعدة فليكن من أول أحدكم: التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي ـ والسياق له ـ عن القاسم بن محمد: كانت عائشة تعلمنا التشهد وتشير بيدها تقول: التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله، السلام على النبي ... إلى آخر تشهد ابن مسعود. وما ذكرناه من التشهد يقتصر عليه في التشهد الأول من الصلاة الرباعية والثلاثية، وأما التشهد الثاني من الرباعية وكذا تشهد الثنائية والوتر فيزاد فيه الصلاة الإبراهيمية وهي كما في صحيح البخاري من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.