عنوان الفتوى : فقد الولد والإقدام على الحمل مع خطورته

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم بعد التحية سيدي الفاضل: بودي وألتمس من فضيلتك الرأي السديد والجواب الشافي الكافي في قضيتي المعروضه عليك وأود أن يكون الجواب واضحا محكما ورأيك الشخصي في القضية، وهي كالآتي: أنا امرأة متزوجة وأم لبنتين وولد مع العلم بأنني في سن 28 ولا أستطيع أن أصف لك مدى حبي في الإنجاب، حبا ورغبة شديدة خاصة في رعاية الأطفال وهم في بداية أعمارهم فحملت بعد هؤلاء الأطفال حملا رابعا ولكن قدر الله أن يولد ذكرا في شهره الثامن عن طريق العملية القيصرية، عاش الولد سبعة أيام ومات مخلفا لي أثرا كبيرا في حياتي، ونظراً للعملية التي أجريتها قال لي الأطباء يمنع الإنجاب لمدة عامين، فمرالعامان بعناء وصبر شديد منتظرة حملا آخر، حملت حملا آخر وإذا بالقدر يقدر أن تموت البنت قبل الولادة بساعتين فكانت الصدمة شديدة فرضيت بقدر الله حامدة الله على كل شيء قدره لي. فمشكلتي بالضبط هي انتظاري الشديد للمولود وإذا به يفقد، ذلك الشيء خلف لي فراغا كبيرا في حياتي فأصبحت أعاني من القلق الشديد في بيتي إلى درجة أنني أظل أبكي وأبكي لأنني أحس بأنني في حالة قلق كبير، مع العلم بأن سبب وفاة الأول والثاني هو ارتفاع ضغط الدم المفاجئ أثناء الولادة فيسبب اختناقا للجنين أو نزيفا للأم لدرجة الموت أو ولادة مبكرة كما سبق بسبب النزيف، ومع كل هذه المخاوف وخاصة موت الأم، إلا أنني أجد الرغبة الشديدة في الإنجاب، مع الخوف الشديد وذلك للأسباب السالفة الذكر.سيدي الكريم: أستحلفك بالله أن تدعو لي الله بأن يرحمني ويرحم ضعفي ويرزقني خيرا وأن تعطيني رأي الشرع في قضية الإنجاب، ورأيك الخاص فيها، وبماذا تنصحني، مع العلم بأنني خائفة جدا ومع ذلك لا أستطيع الامتناع عن الإنجاب لأنها رغبة لا يعلمها إلا الله، وهل أنا آثمة في الحمل مرة أخرى أم لا؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الحق سبحانه أن يشفيك ويبارك لك فيما أعطاك من الذرية ويرزقك المزيد، ثم إننا نرجو أن يثيبك الله تعالى على هذه الرغبة الطيبة وهي تكثير النسل، إذ قد ورد في فضل ذلك جملة من الأحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني.

وعلى هذا فما دمت سعيت إلى تحقيق هذا المقصد ورغبت فيه ولم يقدره الله تعالى لك بعد، فعليك بملازمة الصبر لأنه شأن المؤمن في كل مصيبة تحل به، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل عنه حتى الشوكه يشاكها. متفق عليه، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته.

أما فيما يتعلق بحكم إقدامك على الحمل من عدمه فهذا ينظر فيه، فإن قرر أهل الاختصاص من الأطباء أنه يخشى منه  إهلاك نفسك فهذا لا يجوز لك الإقدام عليه، لأن الله تعالى يقول: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ {البقرة:195}.

أما إن لم يصل إلى تلك المرحلة وإنما فيه مجرد جهد وتعب أو خوف على جنين فليس في الإقدام عليه إثم.

والله أعلم.