الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن شرب الدخان محرم بالكتاب والسنة والإجماع، لما يترتب عليه من المضار المهلكة، والعواقب الوخيمة، قال الله تعالى: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ {المائدة:4}.

ومعلوم لدى كل عاقل أنه لو سئل أي شخص أين يضع الدخان؟ هل يضعه تحت الطيب أم الخبيث، لأجاب كل ذي بصيرة أنه من الخبائث، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك.

وقد ثبت بشهادة الأطباء المختصين أن التدخين سبب إصابة تسعة من بين كل عشرة من المصابين بسرطان الرئة، وكذلك يدخل التدخين ضمن مسببات أمراض القلب والجلطة الدماغية وانتفاخ الرئة والتهاب القصبة الهوائية، وكذا هو سبب للإصابة بالعنة، أو الضعف الجنسي، هذا بالإضافة إلى ما يسببه من أذى الآخرين من نتن رائحته وتعريض صحتهم للخطر... إلى غير ذلك.

وأما عن السؤال عما إذا كان المدخن يستطيع النطق بالشهادة عند الاحتضار أو لا يستطيع، فالجواب أن ذلك من الأمور الغيبية التي لم يرد فيها نص ولا مجال للعقل في الحديث عنها.

والله أعلم.