عنوان الفتوى : النهي عن الصلاة بحضرة الطعام والمدافعة للأخبثين
أختنا تقول: قرأت عبارة بأنه لا يجوز للمسلم أن يصلي وهو يدافع الأخبثين ولا وهو بحضرة طعام يشتهيه، حبذا لو شرحتم لنا هذا سماحة الشيخ؟ play max volume
الجواب: هذا حديث صحيح عن النبي ﷺ رواه مسلم في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ أنه قال: لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان، فالمسلم إذا حضر الطعام ينبغي له أن يبدأ بالطعام حتى لا يتشوش في صلاته، فيبدأ بالطعام حتى يتفرغ للصلاة، وحتى يصليها بقلب حاضر وبخشوع، هذا من تعظيم الصلاة.
وفي اللفظ الآخر: إذا حضر العشاء والعشاء فابدءوا بالعشاء؛ لأنه إذا بدأ به استراح قلبه واستراحت نفسه وأقبل على صلاته بخشوع.
وهكذا إذا كان يدافع الأخبثين؛ البول والغائط ولا يستطيع الصبر فإنه لا يصلي في هذه الحالة وإن كان فيها قطعها وذهب يقضي حاجته ولو فاتته الجماعة، ثم يصلي ولو وحده، ولا يصلي وهو يدافعهما عن شدة، أما إذا كان تأثيرهما خفيفاً لا يسبب شيئاً من المشاكل فلا بأس.
أما إن كان يحتاج إلى مدافعة لأنه يتعبه فإنه يقطعها إن كان فيها، وإن كان لم يدخل فيها لا يدخل بل يذهب ويقضي حاجته ثم يأتي للصلاة فإن أدرك الجماعة صلى معهم، وإن فاتته صلى وحده أو صلى مع من تيسر ممن فاتته الصلاة مثله. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم. الواقع يبرز هنا سماحة الشيخ مجموعة من محاسن الإسلام التي ترعى الحياة الصحية لبني الإنسان، وأنها تجعله يفضل مأكله وغذاءه حتى على أداء الفريضة في وقتها شريطة ألا يتخذ ذلك عادة فيما أعتقد؟
الشيخ: هذا فيه مصالح.. ما أشرت إليه فيه مصالح:
المصلحة الأولى وهي العظمى: تعظيم الصلاة، حتى لا يدخل فيها مشغول البال وغير خاشع وغير مطمئن، وغير مقبل عليها بقلبه، فإن من يتذكر الطعام الحاضر بين يديه وهو محتاج إليه ويشتهيه سيشغل به ويستثقل تمام الصلاة، فلا يؤديها كما ينبغي من الخشوع والإقبال وحضور القلب.
والأمر الثاني: إذا كان يدافع الأخبثين فإنه سوف يؤديها بتملل وتثاقل، ويحرص على إنهائها ليقضي حاجته.
وأمر آخر: هو أنه قد يضره ذلك، قد يضره مدافعته الأخبثين وقد يسبب عليه أمراضاً ومشاكل، فمن رحمة الله أن شرع له أن يبدأ بالتخلص منهما، وأن شرع له أن يبدأ بالطعام الحاضر حتى لا تعلق نفسه به فلا يكمل صلاته كما ينبغي، نعم. الله المستعان.
المقدم: بارك الله فيكم.