عنوان الفتوى : ترتيب المصحف وفائدة معرفة تاريخ الأمم السابقة
هل صحيح أن القرآن الكريم لم يهتم بتسلسل التاريخ في سوره. وهل معرفة تاريخ الأمم السابقة لا جدوى فيها . هذا ما سمعته من إمامنا في أحد مواعظه ولا أتفق معه في ذلك؟أفتونا مأجورين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل السائل الكريم يقصد: هل سور القرآن الكريم مرتبة في المصحف الشريف حسب تاريخ نزولها؟ فإن كان الأمر كذلك فإن ترتيب سور القرآن الكريم على النحو الذي بين أيدينا في المصحف الشريف لم يكن حسب نزوله وإنما كان حسب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لها وقراءة الصحابة عليهم رضوان الله تعالى ولهذا كتبوه ورتبوا القرآن على هذا الترتيب فهو توفيقي على الراجح من أقوال أهل العلم . ولتفاصيل ذلك وأدلته نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 23220، 9138، 36344 ، وأما معرفة تاريخ الأمم السابقة والوقوف على المهم من أخبارهم للاستفادة منها وأخذ الدروس والعظات والعبر.. فإنه مهم للمسلم وغيره. ولهذا جاء الكثير من أخبار الأمم السابقة في القرآن الكريم وكان التركيز فيها على المهم منها لتستفيد البشرية وتتجنب ما وقع فيه أولئك الأقوام من أخطاء. ونلاحظ أن القرآن الكريم يركز في قصصه على الفوائد ولا يهتم كثيرا بالأزمنة أو الأمكنة أو الأشخاص ولهذا قال سبحانه وتعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ {يوسف:111}. وهكذا الأمر بالنسبة للسنة ففيها الكثير من القصص وأخبار السابقين، وقد ألف علماء الاسلام الكبار في التاريخ والأخبار وما ذلك إلا لفائدتها، وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 21516.