عنوان الفتوى : من لوازم من تاب من السرقة
أنا إنسان قد ارتكبت ذنبا وأريد أن تشاركوني بالرأي السليم وماذا أفعل لأن ضميري يؤنبني كل لحظة فأنا قد أخذت مبلغا كبيرا من أخي(سرقته) ولن أقدر على تسديده ولن أستطيع أن أعترف له وكذلك أخذت مجوهرات زوجتي وبعتها وأنفقت فلوسها وقد اتهمت ناسا آخرين وبالفعل دفعوا لها ثمن المجوهرات خوفا من الفضائح. بالله عليكم أفيدوني ماذا أفعل حتى أصحح هذا الذنب الكبير وهل يقبل الله توبتي. فأنا لن أقدر على الاعتراف أمام أخي ولا زوجتي وفي نفس الوقت لن أستطيع أن أرد هذه المبالغ الكبيرة وأنا أعرف أن هناك آخرين دفعوا لزوجتي ثمن المجوهرات بدون أي ذنب لهم. أرجوكم ماذا أفعل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلاشك في أن ما فعلته هو خيانة وذنب عظيم ولكن باب التوبة مفتوح مهما بلغ الذنب ومهما عظم. قال الله سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{الزمر:53}. وعليه؛ فيلزم أن تتوب إلى الله توبة نصوحا مما عملت، ومن لوازم توبتك أن ترد الحق إلى أهله أو تتحلل منهم وتطلب العفو. وإذا كان رده بطريقة مباشرة سيسبب لك حرجا فرده بطريقة غير مباشرة، والذكي لا يعدم حيلة، فإن لم تستطع رد الحق إلى أهله فإنه يبقى في ذمتك إلى أن تستطيع، فإن مت وأنت تبذل وسعك في الرد فنرجو ألا يكون عليك شيء.
والله أعلم.