عنوان الفتوى : اقوال أهل العلم في قبول توبة الساحر.
هل تقبل توبةالساحرإذا أسلم بعد كفر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف العلماء هل يقتل الساحر بمجرد فعله أم لا؟
فمذهب مالك وأبي حنيفة وأحمد في إحدى الروايتين عنه أنه يقتل، وذهب الشافعي وأحمد في الرواية الأخرى عنه إلى أنه لا يقتل إلا إذا عمل في سحره ما يبلغ به الكفر. والخلاف نفسه جار في قبول توبته وعدم قبولها وهي المسألة المطروحة، فمن قال بقتله بمجرد عمله السحر وهما الإمامان مالك وأبو حنيفة قالا: لا تقبل توبته، ومن قال بعدم قتله ما لم يتضمن سحره كفرا، وهو الإمام الشافعي قال: تقبل توبته، ومن اختلف عنه في قتله وهو الإمام أحمد فقد اختلف عنه أيضاً في قبول توبته وعدم قبولها. والراجح ما ذهب إليه الإمام الشافعي في المسألتين هو ومن وافقه، بدليل أن دماء المسلمين لا تستباح إلا بيقين، ولا يقين مع الخلاف. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث....." الحديث متفق عليه. وصدق التوبة حقيقة لا يعلمها إلا الله، فمن أظهر لنا توبته قبلناها ولم نكلف عن البحث عن الباطن. وهناك نقطة ينبغي التنبه لها وهي: أن الذين قالوا بعدم قبول توبته لا يريدون أن الله جل وعلا لن يقبلها إذا علم صدق نيته بل يريدون أنه لا يجري عليه في الظاهر أثر قبول التوبة، فيكف عن قتله، هذا هو مرادهم.
والله أعلم.