عنوان الفتوى : جماع صائم التطوع بعد أذان الفجر
بعد أذان الفجر وقبل الإقامة حصل جماع وكنت ناوي صيام عاشوراء هل أواصل الصيام ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت نويت الصوم ثم جامعت أهلك متعمدا بعد طلوع الفجر فصومك غير صحيح، ولكن يندب لك الإمساك بقية اليوم والقضاء، لما في الصحيحين عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه..
وروى أبو داود عن عبد الرحمن بن مسلمة عن عمه أن أسلم أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: صمتم يومكم هذا؟ قالوا: لا، قال: فأتموا بقية يومكم واقضوه. قال أبو داود: يعني يوم عاشوراء.
قال الخطابي: أمره صلى الله عليه وسلم للاستحباب وليس بإيجاب، وذلك لأن لأوقات الطاعة ذمة ترعى ولا تهمل، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يرشدهم إلى ما فيه الفضل والحظ لئلا يغفلوه عند مصادفتهم وقته، وقد صار هذا أصلا في مذهب العلماء في مواضع مخصوصة.
وأما إذا كنت جامعت بعض طلوع الفجر ناسيا أنك صائم، أو ظانا بقاء الليل ولم يتبين لك أنك جامعت بعد الفجر فصومك صحيح، ولا شيء عليك، وهذا كمن أكل أو شرب ناسيا.
والله أعلم.