عنوان الفتوى : الارتقاء بالنفس.. أسبابها.. ووسائلها
أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة .... ومواظب على الصلوات الخمس وأحاول حفظ القرآن الكريم وأحاول تصليح نفسي ولكن مشكلتي أنني في بداية توبتي تركت العادة السرية لشهور عديدة والآن عدت لها ولا أعرف كيف وأصبحت أمارسها ما يقارب ثلاث مرات أسبوعيا وعدت لممارستها منذ حوالي 5شهور وأنا أعلم بأن العلماء قاموا بتحريمها وأعلم أن تلك الفعلة تغضب الله عز وجل وأحاول أن أرتقي بنفسي وأتوب وأصلي صلاة التوبة وفي كل مرة ولكن أفشل في كل مرة فاقترحت على نفسي أن أسمع بعض الدروس لعفو الله وعناوين أخرى مختلفة ولكنني لم أستطع تركها وعندما تهيج شهوتي لا أفكر إلا في ارتكاب تلك العادة .... والآن تطورت الحالة وأصبحت اليوم فقط أتفرج على الصور الإباحية ولكني بعدما تفرجت حذفتها من جهازي وأنا مرة جديدة أحاول التوبة ... علما بأنني لست من المتفرجين على الأفلام ولست من أصحاب الصداقة مع البنات وأغض بصري لأقصى حد .... وأكثر شيء يخوفني أن جميع من أعرف يحبونني ويثقون بي بشأن توبتي ونصحي لهم ....ففكرت أن أستعين بحضرات العلماء لأنني محب للعلماء وآرائهم وخاصة حضرتكم وحضرة الدكتور محمد البوطي . فسؤالي هو هل أنا من أصحاب الكبائر أو من المنافقين حيث الناس تنخدع بي أو من الذين لا يحبهم الله فابتلاهم من خلال التوبة ... ؟ وأرجو منكم أن توضحوا لي حلا لمشكلتي هذه من خلال ذكر أو دعاء معين فأنا أحب الله ولا أريد أن يكون الله أهون الناظرين إلي ؟؟وأرجوا أن توضحوا لنا سبل الارتقاء بالنفس ؟؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك المسارعة بالتوبة إلى الله من العادة السرية، ومن النظر إلى الصور الإباحية من قبل أن يفجأك الموت وأنت مصر على هذه المعاصي، وانظر شروط التوبة النصوح في الفتاوى: 9694، 5450، 29785.
هذا، وإن كان فعل العادة السرية أو النظر إلى الصور الإباحية ليس من كبائر الذنوب، إلا أن الإصرار على ذلك فيه استهانة بالله العظيم الذي ينظر إليك فتتحول الصغائر بالإصرار عليها إلى كبائر، ولذلك قال بعض السلف: لا صغيرة مع إصرار. وقال بعضهم: لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت. وانظر الفتويين: 2778، 23243.
هذا، ولا ينبغي أن تظن أن الله ابتلاك بهذه الذنوب لأنه لا يحبك، فقد قال الله جل وتعالى: وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ {النساء: 27}. وقال أيضا: يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ {النساء: 28}. وقال أيضا: وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ {الزمر} ولكن أنت الذي تقدم على هذه المعاصي بمحض إرادتك دون أن يدفعك إليها دافع إلا نفسك التي بين جنبيك والتي تأمرك بالسوء.
هذا، ولا يوجد ذكر معين إذا قاله الإنسان ترك المعاصي، وإنما مع المحافظة على الأوراد من الأذكار في الصباح والمساء، ودبر الصلوات، وعند النوم ونحو ذلك من الأذكار الموظفة والتي تجدها في كتاب "حصن المسلم" نرجو أن يتحصن قلبك من الشهوات فلا تعود إلى هذه المعاصي مرة أخرى.
وللارتقاء بالنفس أسباب عدة، ولكنها في الأساس نابعة من الإنسان، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ {الرعد: 11} وقال أيضا: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت: 69}.
كما نوصيك بالانخراط في الشباب الصالح المتمسك بدين الله، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد.
ومن أسباب الارتقاء بالنفس أداء ما أوجبه الله تعالى عليك، ومنه المحافظة على الصلاة في الجماعة، ثم أداء النوافل بعد الفرائض.
كما ننصحك بطلب العلم النافع وشهود مجالس الخير، وسؤال الله كثيرا كثيرا أن يهدي قلبك، وأن يصرف عنك ما أنت فيه من البلاء.
ولمزيد فائدة ننصحك باستماع الأشرطة التالية، وتجدها على موقع islamway.com على الإنترنت، وهي:
: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي و" جلسة على الرصيف" للشيخ سلمان العودة. و" توبة صادقة" للشيخ سعد البريك. و" على الطريق" للشيخ علي القرني.
وانظر الفتاوى: 1087، 2283، 52466، 9195، 34473، 7170.
والله أعلم.