عنوان الفتوى : بعض أضرار تأخير زواج الفتيات من أجل إكمال الدراسة
أنا طالب أدرس في أمريكا وعمري 23 سؤالي هو أني خطبت قبل ثلاث سنوات ونصف من أقاربنا بنية الزواج في أقرب وقت ممكن بقصد الخوف والستر وتجنب المعاصي، والبنت على قدر من الجمال وكانت أختي ووالدتي لهم تأثير كبير في ترغيبي بها. وفي خلال الثلاث سنوات تحادثت معها بضع مرات وكان كلام في قمة النظافة والاحترام والتقدير وبدون غزل فقط لمعرفة شخصيتها ومدى تفكيرها وأسلوبها من حيث المعاملة واللباقة، وبعد مرور سنة من فترة الخطوبة، ذهبت إلى أهلها وطلبت الزواج لأن الفتنة كانت حولي بشدة، فأبوها يريدها أن تكمل دراستها. ونتيجة ذلك بدأ الاهتمام يقل والرغبة فيها، فارتكبت المعاصي بأنواعها، وكذلك علمت أنها لم تفلح في دراستها. الحمد لله تبت إلى الله وندمت على ما فعلت، ولكن شعوري نحوها مات تماما. والآن أفكر أن أفسخ الخطوبة وما زلت أصلي الاستخارة يوما بعد يوم أسأل الله أن يفرج لي كربتي ويسهل أمري، وكذلك علمت أنها لم تفلح في دراستها، والآن لا أريد أن أظلم الفتاة من جهتين: الوجه الأول الزواج منها لأرضي أهلي وأهلها ونتيجة ذلك يحدث طلاق في نهاية الأمر، والوجه الآخر فسخ الخطوبة. أرجو من الله أن تفيدوني بأسرع وقت مكن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي لوالد هذه المرأة أن يمنعها الزواج بحجة الدراسة، فإن كثيرا من الآباء يحرص على دنيا بنته ولا يحرص على دينها، فيمنعها الزواج لإكمال دراستها ولا يأخذ بالحسبان الفتن التي تعصف ببنته وتلف بها من كل حدب وصوب، وقد تقع في الحرام وسخط الله وهو لا هم له إلا إكمال دراستها، وهذا خلل كبير وتفريط في الأمانة المناطة بالآباء، بل يحرم على الأب إذا احتاجت بنته الزواج وتقدم لها كفء أن يمنعها الزواج وهذا هو التوجيه النبوي، ومخالفته هو الفساد العريض الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. وقال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: لا تؤخر ثلاثا؛ الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت لها كفؤا. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم وقال: صحيح غريب، وقال الترمذي: غريب ما أرى إسناده بمتصل. وقد حسن سنده العراقي، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقد ذكر الشوكاني في النيل عن أبي حاتم أن عمر بن علي المتهم بعدم السماع من أبيه سمع من أبيه، وعليه، يحكم للحديث بالاتصال.
وأما نصيحتنا لك أيها الأخ الكريم فنقول: إن كانت هذه المرأة عفيفة محافظة على دينها فلا نرى سببا لتراجعك بل نرى أن تقدم على الزواج، والمحبة والمودة والرحمة تزيد بعد الزواج، بل نقول لك: إن مسألة الحب قبل الزواج والمحادثات والمهاتفات أمر دخيل على المسلمين وليس من عاداتهم، والمفاسد التي يجر إليها أكثر من المصالح التي يجلبها، هذا إن خلا عن المحرمات كالتغزل والمس وغير ذلك، وإلا فشر ومعصية وبداية تعيسة لبناء الأسرة . والله أعلم