عنوان الفتوى : كيف تجعل حياتك كلها عبادة
أعمل بإحدى المؤسسات بالمملكة السعودية ولله الحمد دخلي مرتفع ولكن أعمل من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثانية عشر ليلا ولا يوجد أيام راحة خلال الأسبوع وعليه فإنى أجد ضيقا لأنه ليس هناك وقت لله في يومي سوى الصلوات الخمس وبالكاد وباقي اليوم عمل في حين أننا خلقنا للعبادة ليس إلا وأخشى على نفسي أن تدخل الدنيا في قلبي لما أحصل عليه من مال وطالبت مراراً من مدرائي بالعمل أن يخفضوا لي عدد ساعات العمل ولكن دون جدوى ماذا عليّ أن أفعل بالله عليكم؟ أفيدونى فأنا أريد أنا يكون معظم يومي لله مأجورين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أننا ما خلقنا إلا لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له، كما قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56}.
ولكن العبادة -بمعناها- الشامل لا تقتصر على أداء الصلاة أو غيرها من الشعائر التعبدية. فالعبادة في الإسلام تشمل جميع مناحي الحياة، وبإمكان المسلم أن يحول حياته كلها إلى عبادة إذا استصحب النية الصالحة في أعماله العادية، فيقصد بعمله الحصول على المال الحلال لينفق على نفسه ويؤدي به ما فرضه الله عليه من الحقوق والواجبات.
كما يقصد بأكله وشربه ونومه وراحته التقوي على طاعة الله تعالى، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: وفي بضع أحدكم صدقة... رواه مسلم.
وصح عن معاذ رضي الله عنه أنه قال: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
ولهذا ننصحك باستصحاب النية الصالحة في أعمالك كلها، وخاصة في هذا الدوام الطويل، وأن تحافظ على أداء ما افترض الله تعالى عليك من حقوق لله تعالى ولعباده، ولتكن الدنيا في يدك، كما كان السلف الصالح، ولتحذر من دخولها إلى قلبك.
ثم إننا نوصيك أيضاً بألا تغفل عن ذكر الله، فقد مدح الله قوما فقال: رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ {النــور: 37}.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 24782، 4476، 37734.
والله أعلم.