عنوان الفتوى : دور المسجد كما بينه القرآن والسنة المطهرة
فضيلة الشيخ أريد بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية عن مبدأ الدور الإشعاعي للمسجد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسجد له مكانة عظيمة في الإسلام، ويبدو ذلك جليا من خلال ما يلي:
1- إضافته إلى الله تعالى إضافة تشريف وتعظيم، فقد قال: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً {الجـن:18}.
2ـ أمر الله تعالى بتعظيمه من رفع بنيانه وتعميره بالعبادة حيث قال تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ{النور: 36ـ37}. كون عمارته دليلا على قوة الإيمان، فقد قال تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ {التوبة: 18}.
وقد دلت السنة النبوية على الدور الكبير للمسجد، ويتضح هذا من خلال البدء بتأسيسه وجعله من أوليات ما قام به صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة حيث كان محلا لكل مصلحة تخدم شؤون المسلمين، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
1- الترغيب في بنائه حيث قال صلى الله عليه وسلم: من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله تعالى بنى الله له بيتا في الجنة. رواه مسلم.
2ـ الترغيب في العبادة فيه ومدارسة العلم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح. متفق عليه وهذا لفظ مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا: وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدراسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم.
3ـ كان مسكنا لبعض المسلمين الذين لا يجدون مأوى كما هو شأن أهل الصفة، وقد ثبت في الصحيحين أن عبد الله بن عمر كان ينام فيه وهو شاب عزب.
4ـ كان محل استقبال الوفود التي تفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدعوهم ويعلمهم ويرشدهم.. هذا إضافة إلى حلق التعليم وغيرها التي كان المسجد وما يزال مكانا رحبا لها.
والله أعلم.