عنوان الفتوى : التدافع بين الحق والباطل
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم أما بعد:كان يؤلمني ما أقرأ كل يوم عن ما يكتب عن ديننا الحنيف من سب وشتم ولكن اليوم أبكاني وهمني ما يكتب عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وما يقال عن حبيبي رسول الله فداه نفسي وأهلي ومالي أعلم أن الله الجبار يمهل ولا يهمل وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وأن هذا اختبار لنا نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولكم أتمنى لو بيدي حيلة وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله سؤالي هو: كيف يمكنني أن أرد على هذه الادعاءات الباطلة؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله العلي القدير أن يتقبل منك هذه الغيرة للدين والحرص على الدفاع عن مقدساته، واعلمي -أيتها الأخت الكريمة- أن التدافع بين الحق والباطل سنة كونية من سنن الله لا تتوقف إلا حين يرث الله الأرض ومن عليها، ولن يترك هؤلاء الأعداء المس من الدين الحنيف، ومن رسوله الصادق وكتابه العزيز، إلا إذا ترك المسلمون دينهم ومشوا وراءهم تاركين شرع الله، قال تعالى: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ {البقرة: 120}.
فهوني عليك واعلمي أن الشبهات التي يثيرها هؤلاء لا تؤثر بإذن الله تعالى في الإسلام، ولا في شيء من مقدساته، وذلك تصديقاً لقول الله عز وجل: يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {التوبة: 32}.
وما مثل هؤلاء إلا كمثل من قال فيه الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
والله أعلم.