عنوان الفتوى : زواج السر الممنوع والمشروع
أنا منفصل عن أهلي كلياً منذ فترة، وهم يرفضون أن يزوجوني رفضاً قطعياً، حتى أنني يجب أن أخفي موضوع زواجي عنهم في حال إن أستطعت الزواج، وأنا ولله الحمد الآن قادر على الزواج من الناحية المادية. ومن الناحية النفسية فإني محتاج للزواج أشد من أي شيء آخر، أحتاج للصدر الحنون الذي حرمني منه والداي طيلة عمري. وأنتم تكررون في جميع الفتاوي تحريم الزواج السري وبشدة، (في مثل حالتي فإني سأتعرض لمشاكل كبيرة مع أهلي في حالة أنهم علموا بالأمر) كيف لي أن أتزوج وأحصن نفسي وأبني بيتا مع ملاحظة أني سأقوم بجميع شروط الزواج إلا أني لن أخبر أهلي، ولن أدع طريقاً لهم ليعرفوا بالأمر.فهل لكم أن تبينوا بالدليل (وليس بالرأي) مع وجه الاستدلال على منع وتحريم هذا النوع من الزواج، وإذا كان فعلاً حرام، فأين الحل لمثل حالتي فأنا كإنسان لي الحق بالزواج وبناء أسرة تكون مقر راحتي واطمئناني إن شاء الله، وأن أعيش حياتي كغيري من الناس، وليس من حق والداي منعي مهما كانت الأسباب (هذا لو كان هناك أسباب). فماذا يفعل من ليس له أبوان لأنهما إما ميتان أو كافران أو أي شيء آخر؟ مع ملاحظة: أني ولله الحمد محافظ على واجبات ديني ومنته عن مخالفاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإذا كان المقصود بزاوج السر ما هو معروف عند الناس اليوم من اتفاق الرجل والمرأة سرا فقط، فهذا هو الزنا بعينه، ولا يجوز بحال من الأحوال، وهذا شيء معلوم، وقد روى الإمام مالك في موطئه: أن عمر بن الخطاب أتي بنكاح لم يشهد عليه إلا رجل وامرأة، فقال: هذا نكاح السر ولاأجيزه ولو كنت تقدمت فيه لرجمت. أما إذا كان المقصود هو أن يكون النكاح مستوفيا للشروط والأركان، إلا أنه لم يعلن وكتم عن بعض الناس، فهذا نكاح صحيح وجائز على قول الجمهور، وليس لنا فتاوى تخالف هذا ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: 32843، وغيرها من الفتاوى. وعليه فإذا كان أهلك يمنعونك من الزواج أصلا فلا يلزمك طاعتهم، ولا ما نع من أن تتزوج سرا ولكن بحضور ولي المرأة والشهود واكتمال بقية الأركان والشروط.