عنوان الفتوى : عدم إشباع رغبة الزوجة له مفاسد كثيرة
بعد أكثر من أربع سنوات من العمل في الخارج وبعد سنتين من استقراري في منزلي وفي بلدي. وجدت أدوات لجهاز مذكر في الخزانة الخاصة بزوجتي وكذلك بعض أفلام الجنس!!.(اعتقد أن زوجتي تمارس العادة السرية) وما زالت هذه الأشياء في خزانتها ولم أستطع مواجهتها بذلك لأني قد وجدت هذه الأشياء في خزانتها الخاصة بها فقط من باب التجسس والفضول الأسباب التي قد تكون السبب في وجود تلك الأشياء في خزانتها الخاصة:-1- بعدي عنها لمدة طويلة.2- أثناء وجودي بالخارج قامت بعمل عملية تصحيح في الرحم وكذلك تضييق في فتحة الرحم مما نتج عنه ضيق في الفتحة المخصصة لدخول العضو الذكري مما نتج عنة نزيف قليل عند كل معاشرة زوجية مما كرهني بذلك وقلت عدد معاشرتي لها إلى مرة شهرياً.. كما كانت تعاني من إفرازات وعدم انتظام بالعادة الشهرية والتي قد تستمر أكثر من اسبوعين متتاليين جميع هذه الظروف و بالاضافة إلى وزني الزائد قللت لدي حب المعاشرة الزوجية وقمت أفضل العادة السرية عليها.أنا وزوجتي ملتزمان بالدين ولكن هذا الشيء قد كرهني بها وأصبحت لا أطيق البقاء معها والتحدث إليها وزادت المشاكل بيننا ولا أستطيع مواجهتها وذلك لأني كنت أتجسس على أشيائها الخاصة وهذا حرام كما أخاف على مشاعرها أو أن تعمل مكروها بنفسها إذا علمت أني على علم بذلك وأنه قد أطلقها خصوصا إن لدي طفلة منها؟ أرجو من الله ومنكم أن تفيدوني وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما قمت به من تجسس على زوجتك ذنب عليك التوبة منه، فإنه لا ينبغي للزوج ولا يحق له أن يتتبع أسرار زوجته، وخفايا أمورها، ومن ذلك الاطلاع على ما في خزانتها الخاصة ونحو ذلك، لأن التجسس محرم على الزوجة وغيرها قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات: 12}.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا... الحديث.
أما الآن وقد اطلعت على ما اطلعت عليه عندها مما لا يجوز اتخاذه كأفلام الجنس وغيرها فأتلفه ولا تتركه عندها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره... إلى آخره.
ولا شك أن ما ذكرت من غيابك عن زوجتك كل تلك المدة وعدم معاشرتها في الوقت الحاضر سوى مرة في الشهر أسباب أدت لممارستها للعادة السرية حيث إن عدم إشباع رغبة الزوجة فيما يتعلق بالمعاشرة الزوجية يجعل بعض النساء يلجأن إلى العادة السرية، بل وتلجأ بعضهن إلى ما هو أقبح من ذلك، فمن حق الزوجة على زوجها أن يطأها بقدر ما يكفيها وبقدر قدرته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: يجب على الرجل أن يطأ زوجته بالمعروف وهو من أوكد حقها عليه، أعظم من إطعامها... والوطء الواجب قيل إنه واجب في كل أربعة أشهر مرة، وقيل بقدر حاجتها وقدرته كما يطعمها بقدر حاجتها وقدرته، وهذا أصح القولين. انتهى
فالحل أن تجتهد في تلبية رغبة زوجتك في هذا الجانب، وما يواجهك من صعوبات في هذا الأمر مثل النزيف الذي ذكرت، فحاول التغلب عليه ببذل الأسباب لعلاج زوجتك بمراجعة الأطباء المختصين، فإن لكل داء دواء.
ومن العلاج أيضاً أن تشغل زوجتك في أوقات فراغها بالأمور النافعة لها في دينها ودنياها، وأن تصرفها تماماً عن المهيجات كالنظر إلى التلفاز أو سماع الأغاني أو الأفلام الجنسية، ونحو ذلك مما يثير كوامن النفوس، ولا تنسى الدعاء بأن يصلح الله لك زوجك، ولا مانع من الاستفادة من بعض الكتب النافعة التي عنيت بالحديث عن اللقاء بين الزوجين وعلاج المشاكل التي تعرض له، ككتاب تحفة العروس، وكتاب اللقاء بين الزوجين، وكتاب متعة الحياة الزوجية.
ويمكنك أن توفر في البيت بعض الأشرطة أو الكتيبات أو الفتاوى التي تتحدث عن العادة السرية وحكمها وأضرارها، وبدون إشعار لها بعلمك بما تفعل حفاظاً على مشاعرها، ولمزيد من الفائدة نرجو الإطلاع على الفتوى رقم: 13194.
نسأل الله أن يصلح لك زوجك، ويصلح أحوال الجميع.
والله أعلم.