عنوان الفتوى : الملائكة يتعاقبون في الناس ليلا ونهارا
سيدي الكريم هل الملائكة تخطئ أم أنها معصومة من الخطأ؟و ادا أخطأت هل تعاقب؟هل ملائكة اليمين و اليسار تبقى مع الإنسان طوال حياته أم أنه يقع تغييرها في وقت معين ؟برأيكم ماهو أحسن مرجع أو كتاب يمكن فيه الاستفسار أكثر عن الملائكة؟شكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الملائكة خلقوا لعبادة الله وطاعته والخضوع المطلق لأوامره سبحانه، لذلك فهم معصومون. قال الله تعالى: لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{التحريم:6}، وقال تعالى: وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ {الأنبياء:19}، وقال: فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ {فصلت: 38}. وقال: جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا {فاطر: 1}.
أما ملائكة اليمين والشمال فهم الملائكة الحفظة الموكلون بكتابة أعمال بني آدم، وهؤلاء هم المعنيون بقوله:
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ {الإنفطار:10-11}، وقوله: إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ {ق: 17}. قال ابن جريج: ملكان أحدهما عن يمينه يكتب الحسنات، وملك عن يساره يكتب السيئات، وهؤلاء الملائكة يتعاقبون على العبد ليلا ونهارا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار، يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون. متفق عليه عن أبي هريرة. وأخرج ابن زمنين في السنة عن الحسن قال: الحفظة أربعة يعتقبونك: ملكان بالليل وملكان بالنهار، تجتمع هذه الأملاك الأربعة عند صلاة الفجر. اهـ. قال ابن حبان: في هذا الخبر بيان واضح بأن ملائكة الليل إنما تترك الناس في صلاة العصر،وحينئذ تصعد ملائكة النهار.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: جعل الله على ابن آدم حافظين في الليل وحافظين في النهار، يحفظان عمله ويكتبان أثره. اهـ.
ومما سبق بيانه نعلم أن ملائكة الليل غير ملائكة النهار. قال النووي: قال عياض: الأظهر وقول الأكثرين أن هؤلاء الملائكة هم الحفظة. اهـ.
وللمزيد عن المعلومات الخاصة بالملائكة راجع كتاب "الحبائك في أخبار الملائك".
والله أعلم.