عنوان الفتوى : واجب الدولة نحو أبنائها الطلبة المبتعثين إلى الخارج
يقول: وأخيراً، يقول: عبد الرحمن محمد العسيري من فرنسا، وأخيراً: إنني أشكو من إهمال الطلبة المبتعثين بدون وعظ ولا إرشاد، حيث أنني لا أرى أي اهتمام بهم من ناحية الدين، فما رأيكم في ذلك؟ وشكراً، وتقبلوا تحياتي. play max volume
الجواب: هذا خطير، يجب على وزارة التعليم العالي وعلى كل جهة تبعث طلاباً أن تتعهدهم بإرسال من يذكرهم بالله ويعظهم ويراقب سلوكهم ويعتني بهم؛ حفاظاً عليهم وعلى عقيدتهم وعلى أخلاقهم، وهذا واجب على وزارة الدفاع وعلى الحرس الوطني وعلى وزارة التعليم العالي، وعلى كل جهة تبعث لها طلبة يجب أن تتعهدهم بأهل الخير والهدى من العلماء الذين يذكرونهم وينصحونهم ويوجهونهم إلى الخير، ويلاحظوا سلوكهم وأعمالهم حتى يرشدوهم إلى ما يجب، وحتى يحذروهم مما لا ينبغي، وحتى يتعاهدوهم بالنصيحة والتوجيه، والله سبحانه وتعالى سائل من ابتعث هؤلاء، يسأله عن عمله وعما فرط فيه، فنصيحتي لجميع الجهات من الدفاع والحرس الوطني ووزارة الداخلية وغيرها نصيحتي للجميع أن يلاحظوا هؤلاء الطلبة، وأن يبعثوا معهم من يلاحظهم وينصحهم ويوجههم ويراقب أحوالهم وأعمالهم حتى يعينوهم على الخير، وحتى يعينوهم على ترك الشر، وحتى يراقبوا ما يجب أن يراقب منهم حتى لا يقعوا في الباطل، مع أن ابتعاثهم فيه خطر عظيم، والواجب عدم ابتعاثهم أصلاً، وأن يعلموا في الداخل، وكل مادة لا توجد في الداخل يجب أن توجد في جامعاتنا؛ لأنه بحمد لله عندنا قدرة، والمال يأتي بالرجال، فوجب على الدولة وعلى كل الجهات المسئولة أن تعنى بهذا الأمر، يجب عليها ألا تبتعث أحداً هناك إلا للضرورة القصوى عند عدم وجود من يقوم بذلك في الجامعات الداخلية، وإذا كان ولابد من الابتعاث فالواجب أن يبتعث معهم من أهل العلم والأمانة والبصيرة من يراقب أحوالهم وينصحهم ويذكرهم ويكون عمدة لهم في تلك البلاد؛ حتى يكون ذلك من أسباب سلامتهم وصلاحهم وأن يعودوا كما خرجوا أو أحسن، هذا كله عند الضرورة القصوى، وإلا فالواجب ألا يبتعثوا وأن يكون تعليمهم لكل مادة ولكل شيء في الداخل في الجامعات الداخلية، وأن يجلب إليهم من المدرسين من يحتاجون إليه ولو كانت النفقة باهظة في هذا، فالنفقات في سبيل التعليم مخلوفة فيما ينفع المسلمين، وأسأل الله أن يوفق المسئولين لما فيه رضاه ولما فيه سلامة أبنائنا الطلبة مما يضر أخلاقهم وعقيدتهم، إنه جل وعلا جواد كريم.