عنوان الفتوى : بم يكون القرب والبعد من الله في الدعاء؟
جزاكم الله عن أمة الإسلام خير الجزاء: 1- إذا لم يرفع العبد يديه في الدعاء ولم يوجه نظره إلى السماء فهل يكون أقل قربا من الله؟ 2- هل يجوز قراءة القرآن وأن يهبه الإنسان إلى الميت (هل يصله الأجر) وإذا كان كذلك كيف تكون النية، هل يؤجر القارئ نفسه بقراءته؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن رفع اليدين في الدعاء سنة مستحبة ومن أسباب إجابة الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وأما رفع البصر إلى السماء عند الدعاء فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: رفع رأسه إلى السماء وقال: في الرفيق الأعلى في الرفيق الأعلى. رواه البخاري من حديث عائشة.
إلا أنه لا يمكن القول بأن من لم يرفع يديه وينظر إلى السماء أقل قرباً من الله عز وجل لأن هذا يختلف باختلاف الأحوال، فقد يدعو الرجل ربه رافعاً يديه ناظراً إلى السماء وقلبه يجول في أودية الدنيا بينما يدعو آخر ربه من غير رفع لليدين ولا نظر إلى السماء وقلبه ساجد تحت العرش ولا شك أن هذا أقرب من ذاك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء، من قلب غافلٍ لاهٍ. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وأما عن إهداء ثواب القراءة لللميت وكيف تكون النية في ذلك، فانظر الفتوى رقم: 5541.
وقول السائل (هو يؤجر القارئ نفسه بقراءته)، نقول: نرجو من الله ذلك، جاء في حاشية البجيرمي وهو من كتب الشافعية: وأن يقرأ والأجر له وللميت. انتهى.
فإذا أخلص القارئ لله في قراءته فنرجو أن يكتب الله له أجراً على ذلك، والله سبحانه وتعالى واسع الفضل، وقد قال تعالى: فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [هود:115].
والله أعلم.