عنوان الفتوى : مَن اقترف جريمة تحت تأثير السحر
أنا كنت شابا ملتزما ولكن في الوقت الحالي وبسبب فاعل ( سحر ) أو غيره عملت في جريمة اقتحام منزل وافتضح أمري وأنا كنت في غير وعي مني ولكن الناس لا يصدقونني مع أن فيهم من لا يصدق بأن يصدر مني مثل هذا العمل حيث كنت مشهودا علي بالاستقامه والصلاح والحين أنا تركت الصلاة وأعمال الخير والسبب نظرة الناس لي رغم أنني ليس لي علاقه بما فعلته من إثم ( في غير وعي ) والحين أريد من سماحتكم التوجيه النصح والارشاد وجزاكم الله خيرا .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإنسان إذا فقد وعيه وصار لا يهتدي إلى شيء ولا يعقل ما يصدر عنه من أفعال أو أقوال، فإنه يصير في حكم المجنون سواء كان ذلك بتأثير السحر أو غيره، والمجنون غير مؤاخد بما يصدر عنه.
وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن من حديث عائشة مرفوعا: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير كتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق. وفي رواية: عن المعتوه حتى يعقل.
وبناء على هذا؛ فإنك لست مؤاخذا بما ارتكبته من الآثام زمن فقدانك الوعي.
وأما الآن وقد صرت تدرك الذي أصابك وتعرف أنك تارك للصلاة وأعمال الخير، فعليك بالرجوع إلى ماكنت عليه من التزام واستقامة، وأبعد عنك الوساوس والشكوك، وتحصن بالقرآن العظيم وبالأذكار المأثورة، وملازمة الجماعة، ولا بأس باستخدام الرقى الشرعية لإزالة السحر والعين ونحوهما.
وعليك بالإخلاص في الالتجاء إلى الله فإنه وحده هو الذي يزيل الكرب.