عنوان الفتوى : شرح حديث "اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ.."
أريد شرح هذا الدعاء وهل فيه تكرار..اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث الذي سألت عنه رواه أصحاب السنن الأربعة ، ولفظ أبي داود عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: مَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ
وفي عون المعبود شرح سنن أبي داود: أن أضِل أي عن الحق وهو من الضلال خلاف الرشاد والهداية، أو أضَل بصيغة المجهول من الإضلال أي يضلني أحد أو بصيغة المعلوم.أو أزِل بفتح الهمزة وكسر الزاي وتشديد اللام من الزلة وهي ذنب من غير قصد تشبيها بزلة القدم، أو أزَل من الإزلال معلوما ومجهولا، أو أظلِمَ أي أحدا أو أظلَمَ أي من أحد، أو أجهَل على بناء المعروف أي أفعل فعل الجهال من الإضرار والإيذاء وغير ذلك، أو يجهل علي بناء المجهول أي يفعل الناس بي أفعال الجهال من إيصال الضرر إلي. انتهى
وفي تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: قال الطيبي: إن الإنسان إذا خرج من منزله لا بد أن يعاشر الناس ويزاول الأمر فيخاف أن يعدل عن الصراط المستقيم، فإما أن يكون في أمر الدين فلا يخلو من أن يَضل أو يُضَل، وإما أن يكون في أمر الدنيا فإما بسبب جريان المعاملة معهم بأن يَظلم أو يُظلَم، وإما بسبب الاختلاط والمصاحبة فإما أن يَجهَل أو يُجهَل. فاستعيذ من هذه الأحول كلها بلفظ سلس موجز، وروعي المطابقة المعنوية والمشاكلة اللفظية. انتهى
فالدعاء المذكور لا يشمل على تكرار.. فالعبارتان المتفقتان في اللفظ مختلفتان في المعنى، فالعبارة الأولى مبنية للمعلوم تعني صدور المستعاذ منه من طرف المتكلم نفسه.
أما العبارة الثانية فمبنية للمجهول وتعني وقوعه على المتكلم من طرف غيره
وبصورة أوضح كل كلمتين متحدتي اللفظ من هذا الحديث.. فالأولى منهما مفتوحة الهمزة مكسورة الحرف الذي قبل الحرف الأخير، والثانية مضمومة الهمزة مفتوحة الحرف الذي قبل الحرف الأخير، والكلمتان الأخيرتان ـأجهل أو يجهل ـ الأولى منهما بفتح الهمزة والهاء ، والثانية بضم الياء وفتح الهاء.