عنوان الفتوى : ضوابط قراءة العلم في المساجد
هل تجوز مراجعة الدروس داخل المساجد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمراجعة الدروس في المسجد الأصل فيها الجواز؛ إلا إذا عرض لها ما ينقلها عن ذلك بأن كانت بصوت مرتفع فوق الحاجة فلا يجوز ذلك، ويكون الأمر أشد في حال وجود بعض المصلين أو القارئين أو الذاكرين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن المصلي يناجي ربه عز وجل، فلينظر أحدكم بما يناجي ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة. رواه الإمام أحمد وصححه الشيخ شعيب الأرناؤوط، ورواه الإمام مالك في الموطأ.
قال الباجي في المنتقى: لأن في ذلك إيذاء بعضهم لبعض ومنعا من الإقبال على الصلاة وتفريغ السر لها وتأمل ما يناجي به ربه، وإذا كان رفع الصوت بقراءة القرآن ممنوعاً حينئذ لإذاية المصلين فبأن يمنع رفع الصوت بالحديث وغيره أولى. انتهى.
وذكر الحطاب في مواهب الجليل: أن مالكاً سئل عن رفع الصوت بالعلم في المسجد؟ فأنكر ذلك وقال: علم ورفع صوت، فأنكر أن يكون علم ورفع صوت، وفيه كانوا يجلسون كأخي السرار، فإذا كان مجلس العلم على سبيل الاتباع فليس فيه رفع صوت، فإن وجد فيه رفع صوت منع وأخرج من فعل ذلك. انتهى، والمقصود بقوله كأخي السرار أي كمثل من يكلم غيره سراً.
وقال الدسوقي في حاشيته: وأما قراءة العلم في المساجد فمن السنة القديمة، ولا يرفع المدرس في المسجد صوته فوق الحاجة. انتهى.
وعليه؛ فلا بأس بالمراجعة في المسجد بشرط عدم التشويش على مصل أو قارئ أو ذاكر وعدم رفع صوت فوق الحاجة، وبشرط كون ما يراجع فيه مما يباح الاشتغال به من كل مفيد نافع. هذا إضافة إلى مراعاة آداب المسجد والبعد عن كل ما يؤدي إلى تدنيسه وتقذيره.
والله أعلم.