عنوان الفتوى : ماهية الإرهاق الذي يبيح التخلف عن الجماعة
هل أستطيع أن أصلي الفجر في المنزل عندما أكون متعباً خاصة عندما أكون قد سهرت في الليل على المذاكرة ويصيبني بعض التعب، فهل أستطيع أن أصلي في المنزل الفجر في وقته قبل أن يقيم المؤذن للصلاة أي قبل أن تقام الصلاة في المسجد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن المسلم مطالب بالصلاة في المسجد مع الجماعة، وانظر الفتوى رقم: 12659.
وقد روى ابن ماجه بسند صحيح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر.
ومن كان له عذر، فإنه لا حرج عليه أن يصلي مع أهل بيته جماعة ليحصل له أجر الجماعة، فإن كان لا يوجد من يصلي معه صلى منفرداً بعد دخول وقت الصلاة.
والأصل أن الإرهاق ليس عذراً في ترك الجماعة في المسجد، إلا إذا بلغ بالشخص مبلغاً عظيماً بحيث قد يتعثر في طريقه ونحو ذلك، فإنه لا حرج عليه والحالة هذه أن يصلي في بيته، إلا أننا ننبه هنا إلى أنه لا ينبغي للشخص أن يرهق نفسه بالسهر ثم يتخلف عن الجماعة، ويتخذ ذلك عادة له ومن فعل ذلك فقد حرم نفسه خيراً عظيماً، فقد روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة أحدكم في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعاً وعشرين درجة، وذلك بأنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لا ينهزه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفع بها درجة أو حطت عنه بها خطيئة، والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه: اللهم صل عليه اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه، ما لم يؤذ فيه.
والله أعلم.