عنوان الفتوى : زيادة المأموم ركعة إذا أوتر الإمام بثلاث ليوتر في آخر الليل
في العادة نصلي صلاة التراويح ثماني ركعات، ونلحقها ب 3 ركعات متصلة كشفع ووتر. هذا في أغلب رمضان، ولكن الآن نحن في العشر الأواخر، فعندما ننتهي من صلاة التراويح يقوم الإمام فيصلي الوتر، وأخشى أن يذهب عليَّ أجر صلاة الجماعة، فأنوي نيتي على أنها سنة، وأصلي معهم 3، وأزيد واحدة، فتصبح 4، حتى لا أوتر، ثم أقوم الليل وأوتر آخره.
فهل تجيز السنة 4 ركعات متتاليات؟ وإذا كان الجواب بنعم، فهل هذه ال 4 تعتبر من صلاة التراويح أم لا؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في زيادة ركعة بعد سلام الإمام من الوتر، ثم توتر في آخر الليل.
قال البهوتي -الحنبلي- في كشاف القناع: (فَإِنْ أَحَبَّ) مَنْ لَهُ تَهَجُّدٌ (مُتَابَعَةَ الْإِمَامِ) فِي وِتْرِهِ (قَامَ إذَا سَلَّمَ الْإِمَامَ فَشَفَعَهَا) أَيْ رَكْعَةَ الْوِتْرِ (بِأُخْرَى) ثُمَّ إذَا تَهَجَّدَ أَوْتَرَ، فَيَنَالُ فَضِيلَةَ مُتَابَعَةِ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، وَفَضِيلَةَ جَعْلِ وِتْرِهِ آخِرَ صَلَاتِهِ. اهــ.
ولا يضرك لو كانت تلك الركعة التي زدتها رابعة، والزيادة على الركعتين في صلاة الليل جائزة، وإن كان الأفضل السلام من كل ركعتين.
قال الحافظ العراقي في طرح التثريب: ذَهَبَ الشَّافِعِيُّ وَالْأَكْثَرُونَ إلَى جَوَازِ الزِّيَادَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ. وَحَمَلُوا هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى أَنَّهُ بَيَانٌ لِلْأَفْضَلِ لَا أَنَّ غَيْرَهُ مُمْتَنِعٌ؛ فَقَدْ صَحَّ مِنْ فِعْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنَّهُ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ لَا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إلَّا فِي آخِرِهَا. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِهَا: كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ. اهــ.
وتلك الزيادة هي من صلاة الليل عموما، وإن نويتها من صلاة التراويح كانت منها.
والله أعلم.