عنوان الفتوى : الحكمة من إجمال النعيم في بعض سور القرآن وتفصيله في غيرها
قال تعالى: (إن الأبرار لفي نعيم) [الانفطار: 13]، [المطففين: 22].
ما الحكمة من إجمال النعيم في سورة الانفطار، وتفصيله في سورة المطففين؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن هذا من بلاغة القرآن، وبديع أساليبه المتنوعة، حيث يأتي باختصار الكلام، وإجماله في موضع، ويأتي ببسطه في موضع آخر، وهذا يوجد كثيرا في قصص الأنبياء، وأحداث الآخرة.
فقد قال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى (13/ 363):
فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب: أن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان، فإنه قد فسر في موضع آخر، وما اختصر من مكان، فقد بسط في موضع آخر.... اهـ.
وقال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن (4/ 200):
قال العلماء: من أراد تفسير الكتاب العزيز، طلبه أولا من القرآن، فما أجمل منه في مكان، فقد فسر في موضع آخر، وما اختصر في مكان، فقد بسط في موضع آخر منه، وقد ألف ابن الجوزي كتابا فيما أجمل في القرآن في موضع، وفسر في موضع آخر منه .... اهـ.
والله أعلم.