عنوان الفتوى : أحوال صوم وإفطار مريض القلب المزمن
لدي مرض قلب مزمن، وأتعاطى الدواء يوميا، وتقول لي طبيبة القلب إن صيام شهر رمضان يمكن أن يضرني جداً عندما تكون الأيام طويلة وحارة، لأنه يجب علي أن أشرب في المتوسط: 3 لتر من الماء يومياً، بناءً على العلاجات، وحالتي الصحية، وهذا أمر مستحيل إذا كنت سأصوم من الساعة: 4 صباحاً حتى الساعة: 9-10 مساءً، وتقول لي إنه لا توجد مشكلة في الصيام طالما أستطيع شرب الكمية المحددة من الماء -مثلاً: عندما تكون الأيام قصيرة أيضاً- والحلول الممكنة هي أن لا أصوم عندما تكون الأيام طويلة، وأن أقضي الصيام في وقت أقصر، أو أن أفكر في صيام يوم واحد، وترك يوم آخر، للتخفيف من التأثير، فبماذا ينصحني الشيخ؟
وبارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فصوم رمضان ركن من أركان الإسلام، فالواجب عليك أن تصوم ما دمت تقدر على ذلك، ويجوز لك الفطر إذا كنت تتضرر بالصوم، لقوله تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة: 184}.
فإذا قدرت على صوم يوم، وفطر يوم بلا ضرر، فافعل، وإذا قدرت على أكثر من هذا فافعل، وإذا لم تقدر على شيء من الصوم في الأيام الطوال، فلك أن تفطر، ثم عليك أن تقضي عدة ما أفطرته، إذا تيسر عليك القضاء في الأيام القصار، وإن عجزت عن القضاء عجزا تاما، فإنك تطعم مسكينا عن كل يوم، وانظر الفتويين: 474241، 458998.
والله أعلم.