عنوان الفتوى : سور وآيات ثبت تخصيصها بمزيد من الترغيب
فضيلة الشيخ: انطلاقاً من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه.، سمعت من أحد الإخوة الحريصين على الخير في سياق كلامه في خطبة ألقاها علينا في خصوص بعض الأحاديث الواردة في فضل سور القرآن فقال في سياق حديثه إن هذه الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضلها جميعها موضوعة ما عدا الأحاديث الواردة في فضل سورة الكهف، آية الكرسي، يس، الملك، الإخلاص، ما صحة هذا القول، وهل يجوز الحصر في مثل هذه الأشياء؟ ودمتم في حفظ الله ورعايته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقرآن الكريم هو كلام الله تعالى الهادي إلى طريق الخير والفلاح، لقول الله تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا [الإسراء:9]، وقد ثبت الترغيب في قراءته عموماً لأنه شفاء لما في الصدور، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57]، وهناك بعض السور التي ثبت الترغيب في قراءتها بخصوصها، والأصل عدم التخصيص إلا لدليل يدل عليه، وهذه السور التي ثبت تخصيصها بمزيد من الترغيب هي:
1- سورة الفاتحة ففي صحيح البخاري وغيره عن أبي سعيد بن المعلى قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: ما منعك أن تأتي؟ فقلت: كنت أصلي، فقال: ألم يقل الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ، ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكرته، فقال: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.
2- سورة الإخلاص، ففي صحيح البخاري وغيره في شأن قصة الأنصاري الذي كان يواظب على تلاوة سورة الإخلاص في كل ركعة لمحبته إياها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: حبك إياها أدخلك الجنة.
3- المعوذتان، وهما سورة الفلق وسورة الناس، ففي سنن الترمذي والنسائي وابن ماجه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما.
4- سورة البقرة وآل عمران ففي صحيح مسلم من حديث النواس بن سمعان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما.
5- سورة الكهف، ففي مستدرك الحاكم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. صححه الشيخ الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير.
6- سورة الملك والسجدة، وراجع ما يتعلق بهما في الفتوى رقم: 27354.
7- سورة يس والترغيب في قراءتها في الفتوى التي سبقت الإحالة إليها.
وقد ثبت الترغيب في بعض آيات من بعض السور وهي:
أ- الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة، ففي الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في شأنهما: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه.
ب- آية الكرسي ففي صحيح مسلم وغيره من حديث أُبَي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر أي آية من كتاب الله معك أعظم، قال: قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال: فضرب في صدري وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر.
والحصر في مثل هذه الأشياء ممكن بطريقة الاستقراء والتتبع، فالأصل عدم تخصيص سورة أو آية إلا بدليل صحيح ورد في ذلك، وللمزيد من الفائدة في هذا الموضوع راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5692، 20794، 39375، 27354.
والله أعلم.