عنوان الفتوى : كيف يكتب الملكان ما يفعله الإنسان في الأحوال التي يفارقانه فيها؟
الملائكة لا تدخل معنا إلى بيت الخلاء، وسؤالي هو: من يقوم بدورهم في كتابة أعمالنا عند دخولنا بيت الخلاء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كون الملكينِ الكاتبينِ لا يدخلان مع الإنسان بيت الخلاء هو قول لبعض أهل العلم، وقيل: يدخلان معه، وعلى القول بعدم دخولهما، فإن ذلك لا يمنع من كتابة ما يصدر عنه أثناء وجوده في بيت الخلاء، فيجعل الله لهما أمارة على ذلك.
يقول السفاريني في لوامع الأنوار البهية: الرقيب والعتيد ملكان موكلان بالعبد، يجب أن نؤمن بهما، ونصدق بأنهما يكتبان أفعاله، كما قال تعالى: عن اليمين وعن الشمال قعيد* ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد {ق: 17} وقوله: وإن عليكم لحافظين* كراما كاتبين* يعلمون ما تفعلون {الانفطار: 10} لا يفارقان العبد بحال، وقيل: بل عند الخلاء، وقال الحسن: إن الملائكة يجتنبون الإنسان على حالين: عند غائطه، وعند جماعه، ومفارقتهما للمكلف حينئذ لا تمنع من كتبهما ما يصدر منه في تلك الحال، كالاعتقاد القلبي، يجعل الله لهما أمارة على ذلك. انتهى.
ويقول السيوطي في كتابه: الحبائك في أخبار الملائك: وأما السؤال عن دخول الكاتبين الخلاء، فجوابه: أنَّا لا نعلم، ولا يقدح عدم علمنا بذلك في ديننا، وجملة القول فيه: أنهما إن كانا مأمورين بالدخول دخلا، وإن أكرمهما الله عن ذلك، وأطلعهما على ما يكون من الداخل، مما سبيلهما أن يكتبا، فهما على ما يؤمران به. انتهى.
وراجع المزيد عن هذه المسألة في الفتويين: 41234، 108999.
والله أعلم.