عنوان الفتوى : معاملة المخلوق مع الخالق، ومعاملة المرء مع الناس

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أيهما أسبق وأولى عند الله -عز وجل-: الحقوق أم الواجبات؟
بعبارة أخرى: هل الصحيح -في باب المعاملات - أن يقوم المسلم بواجباته أولا تجاه من حوله، ومن ثم يطالب بحقوقه؟ أو يطالب بحقوقه أولا قبل أن يقوم بواجباته؟ ما الترتيب الصحيح عند الله؟ وأنا هنا أقصد العدل، لا الفضل.
وهل هناك فرق في هذا بين معاملة الخالق، ومعاملة الخَلق؟
هل هناك قاعدة عامة أو ضابط في هذا الباب؟ أو يوجد تفصيل؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففيما يتعلق بمعاملات المرء مع الناس؛ يبدأ بما عليه من الواجبات، ولا يمنعه ذلك من أن يطالب بما له من الحقوق، ولا تعارض بين الأمرين، لكن لو اقتضى الحال البدء بأحدهما فليبدأ بأداء ما يجب عليه. وراجع الفتوى: 126181

وأمّا في معاملة الخالق -عز وجل-: فاعلم أنّ المخلوق ليس له حق على الله -تعالى- كما يجب له على المخلوقين.

وما جاء في الحديث الذي في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: «يا معاذ، هل تدري حق الله على عباده، وما حق العباد على الله؟»، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا». فالمراد به حق أوجبه الله -تعالى- على نفسه كرما وفضلا.

قال ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله- في شرح الطحاوية: فهذا حق وجب بكلماته التامة ووعده الصادق، لا أن العبد نفسه مستحق على الله شيئا كما يكون للمخلوق على المخلوق، فإن الله هو المنعم على العباد بكل خير. انتهى.

واعلم أنّ التكلّف في السؤال أمر مذموم شرعاً.

قال ابن القيم -رحمه الله- واصفا حال الصحابة -رضي الله عنهم- مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولكن إنما كانوا يسألونه عما ينفعهم من الواقعات، ولم يكونوا يسألونه عن المقدرات والأغلوطات وعضل المسائل، ولم يكونوا يشتغلون بتفريع المسائل وتوليدها، بل كانت هممهم مقصورة على تنفيذ ما أمرهم به. فإذا وقع بهم أمر سألوا عنه، فأجابهم. انتهى من إعلام الموقعين.

والله أعلم.