عنوان الفتوى : جمع المعلومات عن المتاجر الإلكترونية ليس من التجسس المنهي عنه
أصبح أصحاب المتاجر الإلكترونية الآن يستعملون تطبيقات ومواقع تسمح لهم بمعرفة المنتج الرابح، أي المنتج الذي سيكون عليه إقبال كثير من الناس.
وهذه التطبيقات تجمع لك معلومات عن المتاجر الإلكترونية التي تبيع هذا المنتج، وتعطيك عدد الطلبات عليه، وإجمالي الأرباح التي ربحها التجار من بيعهم لهذا المنتج.
غير أن هذه المعلومات لا يعلمها إلا أصحاب المواقع، كل موقع له مالكه الخاص -التاجر-، وهو الذي يتحكم فيه، ويعرف عدد الطلبات، والمقدار المالي الذي ربحه من البيع.
أما فيما يتعلق بواجهة التطبيقات، فتضع لك فقط أسماء المنتجات المربحة، والأرباح التي يمكنك جَنْيُهَا من هذه المنتجات، ولا أظن أنها تضع المعلومات الخاصة بالمتاجر الإلكترونية وتنشرها علنًا، بل تستخدمها فقط لإيجاد المنتج الرابح.
فهل هذا يعتبر من التجسس المنهي عنه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نرى لعملية جمع المعلومات عن المتاجر الإلكترونية، علاقة بالتجسس المذموم، المنهي عنه شرعا في قوله تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا. [الحجرات: 12]. فإن هذا يتوجه إلى عورات الناس وعيوبهم وأسرارهم.
قال الطبري في تفسيرها: لا يتتبع بعضكم عورة بعض، ولا يبحث عن سرائره، يبتغي بذلك الظهور على عيوبه، ولكن اقنعوا بما ظهر لكم من أمره، وبه فاحمدوا، أو ذموا، لا على ما لا تعلمونه من سرائره. اهـ.
وقال أبو هلال العسكري في «معجم الفروق اللغوية» في هذه الآية: المنهي عنه البحث عن معائب الناس وأسرارهم التي لا يرضون بإفشائها، واطلاع الغير عليها. اهـ.
وقال ابن الملقن في «التوضيح»: التجسس: التفتيش عن بواطن الأمور، والبحث عن العورات. اهـ.
والله أعلم.