عنوان الفتوى : هل يأثم إذا فسخ الخطبة بعد حدوث لمس وتقبيل؟
خطبت فتاة منذ أربع سنوات، واشتريت لها ذهبًا بمقدار 65 جرامًا. وقد تأخر الزواج بسبب ظروف مادية. وكنت أتحدث معها قبل ذلك، وحدث بيننا لمس وقبلات. والآن تحدث مشاكل بيننا، وقد أصبحت غير مرتاح لها بسبب أنها مقصرة في مستقبلها، ولا تسمع النصيحة، ومهملة في كل شيء حتي في نفسها، ولكن ضميري يؤنبني؛ لأنها ظلت تلك الفترة الطويلة معي.
أعلم جيدًا أني أذنبت، وعصيت الله -تعالى- في لمسها، ولكني تبت، واعترفت بخطئي. فهل إذا تركتها يكون عليَّ ذنب؟
أرجو الإفادة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت أن هذه المرأة مخطوبة لك، أي لم يعقد لك عليها، فإذا كان الأمر كذلك؛ فلا شك في أنك آثم بلمسك وتقبيلك لها؛ لأنها أجنبية عنك، وقد أحسنت بالتوبة من ذلك.
وإن كان المقصود أنه قد عُقد لك عليها، ولم تدخل بها، كما قد يطلق بعض الناس على ذلك خطبة، فهي -حينئذ- زوجة لك شرعًا، يحل لك منها ما يحل للزوج من زوجته، ولكن ينبغي مراعاة العُرف في تأخير الدخول.
وإن كان الأمر مجرد خطبة، فلا حرج عليك في فسخ الخطبة؛ لأن الخطبة مجرد مواعدة، يحق لأيٍّ من الطرفين فسخها متى شاء، كما هو مبين في الفتوى: 18857.
وإن كان قد عُقِد لك عليها، وأردت الطلاق، فالطلاق مباح في الأصل، إلا أنه يكره إن لم تدع إليه حاجة، وراجع الفتوى: 12963.
وننبه إلى خطورة التساهل في التعامل بين الخاطبين قبل أن يتم عقد الزواج، ويغلب أن يكون التواصل الذي تم على الحال التي كانت بينكما سببًا في حصول مثل هذه المشاكل.
وينبغي لمن أراد أن يقدم على الزواج أن يسأل الثقات عن الفتاة التي يريد خطبتها، ويتحرى صاحبة الدين والخلق، ومن توجد بها الصفات التي يرغب فيها، ويرجو أن تدوم معها العشرة.
والله أعلم.