عنوان الفتوى : هل يلزم الجهر بنطق الشهادتين للدخول في الإسلام؟
لقد اسلمت قبل شهر وقبل ان انطق الشهادتان توضأت ونطقتها بصوت منخفض اي بالهمس لاني مسلمة بالسر ثم توضأت مرة اخرى وصليت فهل اعتبر مسلمة ام كان علي نطقها بصوت عالي؟؟ ايضا علمت ان المسلم الجديد عليه ان يغتسل اذا كان على جنابة قبل اسلامه لكني لست متأكدة اذا كنت على جنابة لكن على الاغلب نعم وعندما كنت حائض اكتشفت انتي كنت اصلي بطريقة خاطئة لذا بعد ان اغتسلت من الحيض قمت بقضاء جميع صلواتي الخاطئة فهل يكفي غسلي هذا عن الجنابة والحيض ام علي ان اغتسل للجنابة علما بأني نويت رفع الحدث الاكبر ولم اكن اعلم انه علي الاغتسال من الجنابة بسبب دخولي الاسلام؟
الحمد لله.
أولا، وقبل كل شيء:
نهنئك، أخت الإسلام، على ما من الله به عليك وهداك إلى الدين الحق، دين الإسلام، واجتباك، واصطفاك على من حولك من أهل الأديان الباطلة، وهذه أعظم نعمة أنعمها الله عليك، منذ ولدتك أمك، فاعرفي لربك قدر نعمته، وأديمي شكره عليها، واسأليه تعالى أن يثبتك على هداه، فهذه دعوة عباد الله الصالحين: رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ آل عمران/8.
وعَنْ أَنَس بن مالك، رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ؛ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ . رواه الترمذي (2410) وغيره، وصححه الألباني.
ثانيا:
نعم، يا أمة الله المسلمة؛ قد دخلت في دين الإسلام بمجرد أن نطقت بالشهادتين، ولا فرق في ذلك بين أن يكون همسا أو جهرا، علانية أمام الخلق كلهم، أو سرا فيما بينك وبين رب العالمين، فقد دخلت في دين الله، وصرت مسلمة منذ أن نطقت بالشهادتين، والحمد لله رب العالمين، ولم يكن واجبا عليك أن تجهري بالشهادتين، ولم يكن واجبا عليك أيضا أن تعلني إسلامك عند أحد من الخلق؛ فقط، فيما بينك وبين رب العالمين، هذا هو الواجب الأصلي عليك.
ثالثا:
إذا دخلت في دين الإسلام، فهل يجب عليك أن تعلني بذلك – يعني بعد دخولك فيه - ، أم يكفي أن تبقي على إسلامك سرا فيما بينك وبين رب العالمين؟
يقال هنا: نعم، الأصل أن من أسلم أن يعلن بإسلامه، لكثرة ما يترتب على ذلك من أحكام تشريعية، فيما يتعلق بعباداته، ونكاحه، وميراثه، وخلطته، وولائه، وبرائه.
لكن هذا، حيث يكون آمنا على نفسه، لا يخاف الفتنة في دينه.
فإن كان يخشى الفتنة على نفسه، كحالك، وحال أكثر من يدخل الإسلام حديثا في بلاد العرب والمسلمين، ولا يجد من جماعة المسلمين من يأوي إليه، فيحميه، ويؤمنه من الفتنة في دينه؛ فالنصيحة له أن يبقي على إسلامه سرا فيما بينه وبين رب العالمين، حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا، ولا يعرض نفسه لما لا يطيق من البلاء.
وليس من الحكمة ولا من العقل في شيء أن تخبري أحدا من أسرتك، الآن، بأمر تحولك إلى الدين الجديد؛ هذا أمر لا قِبَل لك به الآن. ومهما تكن محبتهم لك، وتعطفُّهم عليك، ومهما يكن من رقة والديك، وتسامح أسرتك، مهما يكن من شيء تتخيلينه؛ فلن يتقبلوا وضعك الجديد ... وسوف تسعى أسرتك، ومحيطك الاجتماعي الأول ـ النصراني ـ من أقارب، ومعارف، وسلطة كنسية ... وكل شيء؛ سوف يسعى هؤلاء جميعا لفتنتك في دينك، وصدك عن السبيل!!
وانظري للفائدة: جواب السؤال رقم (413613) ورقم (395134) ورقم (436035)
رابعا:
إذا اجتمع عليك حدثان يوجبان الغسل، كالحيض والجنابة، فاغتسلت غسلا واحدا، كفاك ذلك عن الأمرين، وارتفع عنك الحدثان، ولم تحتاجي إلى غسل آخر.
قال ابن قدامة رحمه الله: " إذا اجتمع شيئان يوجبان الغسل ، كالحيض والجنابة ، أو التقاء الختانين والإنزال ، ونواهما بطهارته : أجزأه عنهما ؛ قاله أكثر أهل العلم ، منهم عطاء وأبو الزناد وربيعة ومالك والشافعي وإسحاق وأصحاب الرأي". انتهى، من "المغني" (1/253).
وقد سبق بيان ذلك مفصلا في جواب السؤال رقم (243854)
وينظر للفائدة، حول ما يفعله المسلم الجديد في عبادته، وما يحتاجه حول ذلك:
جواب السؤال رقم (220401) ورقم (248211) ورقم (367640)
والله أعلم.