عنوان الفتوى : أقوال أهل العلم في عدة المختلعة
امرأة خالعت، ثم حصلت على حكم الخلع يوم: 2022/11/22، وقد جاءها الحيض قبل الحكم بيوم واحد ـ أى يوم 2022/11/21
ـ وبعدها جاء الحيض يوم: 2022/12/23، فهل بعد حيضة شهر: 2023/1، تستطيع أن تتزوج أم لا؟ وما هو التاريخ السليم الذي تستطيع عنده عقد قرانها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجمهور العلماء على أنّ عدة المختلعة كعدة المطلقة، تنقضي بثلاث حيضات، ممن تحيض، أو بثلاثة أشهر، ممن لا تحيض، أو بوضع الحمل من الحامل.
وبعض أهل العلم يرى أن عدة المختلعة تنقضي بحيضة واحدة ممن تحيض، أو بشهر واحد، ممن لا تحيض.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: وأكثر أهل العلم يقولون: عدة المختلعة عدة المطلقة؛ منهم سعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله، وعروة، وسليمان بن يسار، وعمر بن عبد العزيز، والحسن، والشعبي، والنخعي، والزهري، وقتادة، وخلاس بن عمرو، وأبو عياض، ومالك، والليث، والأوزاعي، والشافعي، وروي عن عثمان بن عفان، وابن عمر، وابن عباس، وأبان بن عثمان، وإسحاق، وابن المنذر، أن عدة المختلعة حيضة، ورواه ابن القاسم عن أحمد. انتهى.
وتبدأ المرأة حساب العدة من وقت تلفظ الزوج بالطلاق، أو الخلع، أو بصدور الحكم القضائي النهائي بعد انتهاء المعارضة والاستئناف؛ كما بينا ذلك في الفتوى: 195459.
فإذا كان الحكم النهائي بالخلع صدر من القاضي، وكانت المرأة في الحيض؛ فهذه الحيضة لا تحتسب من العدة.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: الفصل الثالث: أن الحيضة التي تطلق فيها، لا تحسب من عدتها، بغير خلاف بين أهل العلم؛ لأن الله تعالى أمر بثلاثة قروء، فتناول ثلاثة كاملة. انتهى.
وعليه؛ فالحيضة التي جاءت المرأة في: 23/12/2022، هي أول حيضة؛ فعلى قول الجمهور -وهو القول الراجح عندنا- لا تنقضي العدة إلا بانقضاء حيضتين بعد هذه الحيضة.
والله أعلم.