عنوان الفتوى : مدى صحة قصة أبي جهل في رفضه تسور بيت النبي ليلة الهجرة
ما صحة القصة المنسوبة لأبي جهل ليلة الهجرة، حينما طلب منه أحد الشباب تسور بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فلطمه أبو جهل، وقال: أتريد أن يسري بين العرب أننا تسورنا بيت محمد؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه القصة ذكرها أهل السير، أو ما يشبهها، كما في شرح سيرة ابن هشام للسهيلي، والسيرة الحلبية لعلي الحلبي، والبداية، والنهاية لابن كثير، وسبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي.
فقد ذكر هؤلاء أن الذين حاصروا بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أرادوا قتله ليلة الهجرة، هموا باقتحام البيت، أو أراد بعضهم ذلك، فصاحت بهم امرأة؛ فقال بعضهم: إنها لسُبَّة أن يتحدث العرب أننا تسورنا الحيطان على بنات عمنا، لكنهم لم يذكروا أن القائل أبو جهل، أو غيره.
قال السهيلي في الروض الأنف: فَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ التّفْسِيرِ السّبَبَ الْمَانِعَ لَهُمْ مِنْ التّقَحّمِ عَلَيْهِ فِي الدّارِ مَعَ قِصَرِ الْجِدَارِ، وَأَنّهُمْ إنّمَا جَاءُوا لِقَتْلِهِ، فَذَكَرَ فِي الْخَبَرِ أَنّهُمْ هَمّوا بِالْوُلُوجِ عَلَيْهِ، فَصَاحَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الدّارِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: وَاَللهِ إنّهَا لَلسّبّةُ فِي الْعَرَبِ أَنْ يُتَحَدّثَ عَنّا أَنّا تَسَوّرْنَا الْحِيطَانَ عَلَى بَنَاتِ الْعَمّ، وَهَتَكْنَا سِتْرَ حُرْمَتِنَا، فَهَذَا هُوَ الّذِي أَقَامَهُمْ بِالْبَابِ حَتّى أَصْبَحُوا يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَهُ. انتهى.
أما من حيث الصحة وعدمها؛ فلم نجد من حكم عليها بصحة أو ضعف. ومن المعلوم أن مثل تلك الأخبار لا يهتم العلماء وأصحاب السير بذكر أسانيدها، والتدقيق فيها.
جاء في مقدمة السيرة الحلبية: قال الإمام أحمد بن حنبل، وغيره من الأئمة: إذا روينا في الحلال، والحرام شددنا، وإذا روينا في الفضائل، ونحوها تساهلنا.. والذي ذهب إليه كثير من أهل العلم الترخص في الرقائق، وما لا حكم فيه من أخبار المغازي، وما يجري مجرى ذلك، وأنه يقبل منها ما لا يقبل في الحلال والحرام.
والله أعلم.
أسئلة متعلقة أخري |
---|
خبر برلمان مكة للفتك بحامل لواء الدعوة الإسلامية |