عنوان الفتوى : السفر لطلب الرزق مباح
هناك حديث يقول فيما معناه " يا ابن آدم إن لم ترض بما قسمته لك لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها .... " الحديث فأنا شاب كنت أعمل مدرساً بإحدى المدارس والحمد لله متزوج ولى ابن فقررت ترك المدرسة والسفر إلى السعودية للعمل للحصول على المال وتحسين مستوى المعيشة وأنا الآن في تعب شديد وأرق فهل هذا لأنني تمردت على حياتي في موطني الأصلي وجئت إلى هنا وهل ينطبق علي نص الحديث المذكور في أعلاه . أفيدوني أفادكم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 43669، والفتوى رقم: 18340 بيان ضعف الحديث المذكور، واعلم أخي الفاضل أن السعي في الأرض والسفر لطلب الرزق مباح من حيث هو، قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (الملك:15)، وكان الصحابة ومن بعدهم من المسلمين يسافرون للعمل والتجارة والكسب، وإنما يمنع السفر للتجارة إذا ترتب عليه محظور شرعي، كأن يترتب عليه ضياع الأولاد، والغياب عن الزوجة أكثر من ستة أشهر بغير رضاها، أو مقارفة معصية بسبب هذا السفر ونحو ذلك.
وعليه؛ فليس مجرد السفر للعمل سبب للأرق والضيق فلعل هناك سبب آخر.
والحديث إنما فيه الكلام عن الرضى بما قسم الله، فينبغي للإنسان مع أخذه بالأسباب أن يرضى بما قسمه الله له، وفي ذلك الطمأنية والسعادة.
ونوصي الأخ بالإكثار من العبادة وملازمة ذكر الله، فذلك هو السبيل لإزالة الضيق عن الصدر.
والله أعلم.