عنوان الفتوى : رؤية العبد مقعده في الجنة أو النار في قبره ثابت
يوجد حديث صحيح وطويل عما يلاقيه الإنسان من عذاب أو نعيم في القبر، ويرى الميت مكانه إما في الجنة أو النار، سؤالي هو: ما دام عرف الإنسان مصيره وهو في قبره فما فائدة الحساب والشفاعة يوم القيامة؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فرؤية الميت في القبر لمقعده في الجنة أو في النار هو من عذاب القبر أو نعيمه، وذلك ثابت بنصوص كثيرة من الكتاب والسنة، تراجع في الفتوى رقم: 2112، والفتوى رقم: 16778.
ورؤية الإنسان مصيره وهو في قبره لا تتعارض مع الحساب والشفاعة يوم القيامة، فالشفاعة أنواع، فمن أنواع الشفاعة: الشفاعة فيمن وجبت لهم النار بأعمالهم أن لا يدخلوها فلا يدخلونها بسبب الشفاعة، ومنها الشفاعة في رفع درجات المشفوع لهم في الجنة.... إلى غير ذلك.
وأما الحساب فلإظهار عدله سبحانه وأنه لا يظلم أحداً، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ [فصلت:46]، فالكافر يعطى كتابه بشماله من وراء ظهره ويناقش الحساب ويقرأ كتابه بنفسه ويجد فيه ما قدم وما أخر، وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا [الكهف:49].
وأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، ويحاسب حساباً يسيراً، وهو العرض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من نوقش الحساب عذب، قالت عائشة أليس يقول الله تعالى: فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، قال: ذلك العرض. رواه البخاري عن عائشة، قال ابن حجر: الحساب المذكور في الآية إنما هو أن تعرض أعمال المؤمن عليه حتى يعرف منة الله عليه في سترها عليه في الدنيا وفي عفوه عنها في الآخرة. انتهى، وبذلك يتبين للأخ السائل فائدة الشفاعة والحساب وأنه لا تعارض بينهما.
والله أعلم.