عنوان الفتوى : وجوب أن يمسك الصائم لسانه عن الأذى ويده عن البطش
زوجي لا يتحمل الصوم بسبب إدمان السجائر. وبسبب صومه يُخرج غضبه علي في نهار رمضان من ضرب مبرح بدون أي أسباب، طول النهار. هل علي إثم لو شجعته على أن يفطر في رمضان؛ لأتفادى إهانته لي، وضربه المبرح، والأذى الذي أتعرض له بسبب عصبيته من الصوم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على زوجك أن يتقي الله -تعالى- ويستعين بأهل الخبرة والأطباء على ترك التدخين، ويستغل فرصة رمضان للإقلاع عن هذه العادة الخبيثة المحرمة شرعا، الممقوتة طبعا.
ولا يجوز له ترك فريضة من فرائض الإسلام، وركن من أركانه، بدعوى عدم الصبر عن التدخين، وقد بينا حكمه وأضراره في الفتوى: 1819.
كما لا يجوز له الاعتداء على زوجته، أو إيذاؤها بحجة عدم الصبر عن التدخين. وكما يجب عليه الصوم عن الأكل والشرب وسائر المفطرات، يجب عليه أن يمسك لسانه عن الأذى، ويده عن البطش.
أما أنت فحاولي تجنب إيذائه بحسن الخلق، والدعاء، والمحافظة على الأذكار والتعوذ بالله -تعالى- مساء وصباحا. ومن أهم ذلك قراءة الإخلاص والمعوذتين ثلاثاً؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من قالها حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات تكفيه من كل شيء. كما في الترمذي وغيره.
وكوني الزوجة الصالحة التي تعين زوجها على الاستقامة على صراط الله المستقيم. فلا يجوز لك أن تشجعيه أو تعينيه على الفطر في رمضان بحجة عصبيته من الصوم، وعليكما أن تعلما أن الصيام ما شرع إلا ليتقي المسلم ربه، ويقوي عزيمته ويزيد من إيمانه، ويقربه من الله، ويبعده عن الشيطان وخطواته.
فالصوم فعّال للإقلاع عن التدخين، فكثير من المدخنين يستفيدون من شهر رمضان المبارك لترك الدخان؛ لأنهم يجدون في شهر الصوم تقوية للعزائم، وإعلاء للهمم، وترفعا عن الشهوات، فينتصرون على ضعف نفوسهم، ويهزمون شيطان الهوى، ويزيدون رصيدهم من التقوى.
نسأل الله لنا، ولكم التوفيق.
والله أعلم.