عنوان الفتوى : الحكمة من تأخر مشروعية صيام تاسوعاء
لماذا لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم بصيام يوم التاسع مع عاشوراء إلا قبل وفاته بعام مع أن خروج اليهود من المدينة كان قبل ذلك بكثير؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالجواب على هذا السؤال ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح، حيث قال: ولأحمد مرفوعا عن ابن عباس: صوموا عاشوراء، خالفوا اليهود، صوموا يوما قبله أو يوما بعده، وهذا كان في آخر الأمر، وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ولا سيما إذا كانت فيما يخالف أهل الأوثان، فلما فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام، أحب مخالفة أهل الكتاب أيضا كما ثبت في الصحيح، فهذا من ذلك، فوافقهم أولا وقال: نحن أحق بموسى منكم، ثم أحب مخالفتهم فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله ويوم بعده خلافا لهم. انتهى.
وعليه، فإنه صلى الله عليه وسلم هم بصيام التاسع مع عاشوراء مخالفة لليهود حينما انتشر أمر الإسلام وكثر أتباعه، في حين أنه قبل ذلك كان يحب موافقتهم فيما ليس فيه أمر أو نهي من الله تعالى.
والله أعلم.