عنوان الفتوى : مخالطة الناس والصبر على أذاهم خير للمرء
يا شيخ تعلم رحمك الله أن حالة الأمة هو أسوأ حال مرت به، وذلك منها عدم إنكار المنكر والأمر بالمعروف و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية، أوجبه الله على هذه الأمة، لما فيه من قوام الحياة وتحقق للمصالح وتعطيل للمفاسد، وإن المسلم مطالب بالقيام بهذا الواجب حسب استطاعته، ففي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. فأدنى درجات إنكار المنكر الإنكار بالقلب، وضابطه بغض المنكر ومفارقة مكانه، كما هو مبين في الفتوى رقم: 1048.
إذا ثبت ما ذكرنا، فنقول لك –أخي السائل- قم بهذا الواجب ما استطعت إلى ذلك سبيلا، برفق ولين وموعظة حسنة، فلعل الله تعالى أن يجعلك سببا لهداية أحدهم، فإن تم ذلك، فالحمد لله، وإلا، فقد أعذرت، ثم اعلم أنه لا يزال في هذه الأمة خير، فخالط الناس واصبر على أذاهم، ولازم من يعينك في أمور دينك وفي الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، روى الترمذي في السنن عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم. وراجع لمزيد من الفائدة الفتاوى رقم: 4160، 3716، 11421.
وننبهك إلى أن وصفك للقيام بإنكار المنكر بأنه ضياع للوقت خطأ تجب عليك التوبة منه.
والله أعلم.