عنوان الفتوى : دعت الله أن يحرمها نعمة الولد، وتزوجت ولم تحمل، وندمت
قبل زواجي، وفي أيام الجامعة، تعرفت على شاب ووقعت معه في الزنا. وقد كنت فتاة لم تتجاوز سن 23 من عمري، كانت مشاعري مختلطة بعض الشيء، ولم أكن أميز بين الصواب والخطأ.
وبعد الذنب الذي وقعت فيه لم أكن أعلم ما حدث لي إن كان زنا كاملا أم لا؟ فتبت إلى الله، وطلبت منه أن يغفر لي وأن يسترني، وطلبت منه مقابل أن يغفر لي أن أحرم من نعمة الأولاد، ولا يحرمني من الزوج الصالح. وكان لي ذلك، فتزوجت والحمد لله.
أنا الآن نادمة لأنني لم أرزق بالأولاد. فماذا أفعل؟
أنا في صراع مع نفسي الأمارة بالسوء، وقد ندمت أشد الندم على ما فعلته. وما جعلني أندم أكثر أن الله رزقني بزوج حنون متفهم متواضع فيه كل صفات الرجولة.
أرجو أن تساعدوني، زوجي يحب الأطفال كثيرا، وفي كل يوم يحدثني عنهم. ماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بتوبتك مما وقعت فيه من الفاحشة، وسؤالك الله المغفرة؛ لكنك لم تحسني بسؤال الله أن يحرمك نعمة الولد. فالصواب أن يسأل العبد ربه العفو والعافية، وأن يسأله حسنة الدنيا وحسنة الآخرة؛ فإنّ الله تعالى عفو يحب العفو، كريم جواد. ففي صحيح مسلم عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل كنت تدعو بشيء، أو تسأله إياه؟» قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله، لا تطيقه -أو لا تستطيعه- أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار" قال: فدعا الله له، فشفاه".
قال النووي -رحمه الله- في شرحه على مسلم: وفي هذا الحديث النهي عن الدعاء بتعجيل العقوبة. وفيه فضل الدعاء بـ: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. انتهى.
ونصيحتنا لك أن تأخذي بالأسباب المشروعة لطلب الولد، ومنها استشارة المختصين من الأطباء، وكثرة الاستغفار، وكثرة الدعاء بإلحاح مع حسن الظن بالله، وراجعي الفتويين: 15268، 47576
والله أعلم.