عنوان الفتوى : ابتلاع الصائم الدم الخارج من الفم بصفة مستمرة
يخرج الدم من فمي دائمًا عند الاستيقاظ من النوم، وكنت دائمًا في رمضان أفزع من النوم عدة مرات لبصق الدم، والمضمضة، ويتكرر معي هذا بشكل دائم، فأستيقظ، وأبصق الدم، وأتمضمض، ثم أنام، وأعود مرة أخرى، وهكذا، وهذا جعلني لا أستطيع النوم بهناء أثناء صيامي؛ لأنني أعرف أن من عادتي وجود الدم في فمي عند الاستيقاظ من النوم بشكل دائم.
ولكني قررت منذ أربع سنوات أن أكمل نومي إذا فزعت من النوم، وأن لا أذهب لأفتش عن الدم في فمي، واستمررت على هذا أربع سنوات، وأشعر أنني أصبحت أصوم براحة، وأنام براحة أثناء الصيام، ولكني الآن بدأت بالقلق، فربما أكون مقصّرًا في السنوات الأربع الماضية، وعليّ فيها قضاء؛ لأن من طبعي وجود الدم أثناء الاستيقاظ من النوم، وقد تركت الاستيقاظ من أجل البصق، فهل أقضي الأيام في السنوات الأربع الماضية؟ وهل فتوى الشيخ محمد عليش في فتح العلي المالك في الفقه المالكي، تناسب حالتي؟ علمًا أني لا أريد تتبع الرخص، لكن لرفع المشقة.
أرجوكم أجيبوني، فواللهِ إنني قرأت الفتاوى في موقعكم، ولم أجد ما يناسب حالتي، وأرجو أن لا تحيلوني لفتوى أخرى.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما كنتِ تفعلينه من الاستيقاظ، والتفتيش عن الدم، وبصقه؛ لا يلزمك، بل الظاهر أنه من قبيل الوسوسة.
وعليه؛ فقد كنتِ على صواب في الابتعاد عن الطريقة الخاطئة التي كنت تفعلينها في التعامل مع الدم الذي كان يلازمك كثيرًا -كما ذكرتِ-.
وبخصوص صيامك؛ فهو صحيح، ولا قضاء عليك في السنوات الأربع الماضية.
ويجوز لك تقليد فتوى الشيخ محمد عليش -المالكي-؛ فهي مناسبة لحالتك، لو تحققت من ابتلاعك للدم، وراجعي التفصيل في الفتوى: 443332، وهي بعنوان: ابتلاع الصائم الدم الخارج من الفم بصفة مستمرة.
لكن ما دمت لم تتحققي من ابتلاع الدم -وهو ما يظهر-؛ فصومك صحيح، ولا تحتاجين لتقليد فتوى الشيخ عليش؛ لأن كلامه موجّه لمن ابتلع الدم يقينًا.
وعن حكم تتّبع الرخص عند الحاجة لذلك، انظري الفتوى: 442096.
والله أعلم.