عنوان الفتوى : الدعاء بغير حق من موانع الاستجابة
يا شيخ أجبني، والله لا أنام الليل وأنا أفكر، خائفة أن يكون أبي يتعذب بسببي، والله لم يسامحه.
أريد أن أدخل في الموضوع مباشرة.
أنا يا شيخ تكلمت مع شاب فترة، لكنه كلام عادي، وليس كلام حب، غفر الله لي وسامحني.
وقد جاء هذا الشاب وطلبني، لكن الوالد -رحمه الله- رفض. ولم أعرف لماذا؟
ظللت أتكلم معه؛ لأنه دُمر، لكن الكلام كان بشكل أخف.
مع الزمن فهمت أنهم جماعة ليسوا من ثوبنا لا دينياً ولا أخلاقياً ولا علمياً. وكنت سأتعب عندهم كثيرا.
الحمد لله، بعد فترة ربنا بعث لي رجلا مناسبا، ولا أريد أن أقول مكتمل الدين والأخلاق والعلم؛ لأن الكمال لله، لكن الحمد لله مرتاحة معه جدا، وأهلي وافقوا وأعطوني حرية الاختيار؛ فوافقت.
الشاب الآخر لم يصدق وظل يحاول بكل الطرق أن لا يقع نصيب حتى بعد أن خطبت. ويبعث لي ويبعث لخطيبي. وحكيت لخطيبي كل القصة، فقال لي: أنا معك، والمهم أنك لم تكذبي علي، وهذه قصة انتهت، وسننساها.
الشاب بعث قريباته يقلن لي: اصبري، وإن شاء لله أبوكِ سيلين مع الزمن. قلت لهن: يا جماعة حتى لو وافق أبي بعد فترة، أنا مقتنعة أن هذا أنسب.
لكن يا شيخ والله أنا أعرفهم يمكن أن يكونوا طول الوقت يدعون على والدي، وخصوصاً أن هذا الشاب من جماعة لا تخاف الله.
هذا وقع سنة 2020. وأبي توفي منذ شهر تقريبا.
خائفة أن يكونوا يدعون عليه بحكم أنه ظلم الشاب ووقف بطريقة.
السؤال هو: لو دعوا على أبي هل يصله الدعاء؛ لأن الشاب يشعر أنه مظلوم؟
أو لا يصل؛ لأني اقتنعت أن الشاب لا يناسبني، وتوقفت عن المحاولة. وأصلا أبي كان يريد مصلحتي بكل الحالات، وهذا ليس فيه ظلم.
إذا أبي يمكن أن يتعذب. فما الحل الأنسب؟
هل أرسل أحدا ليتكلم مع الجماعة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرجو أن تهوني الأمر على نفسك، فليس فيما ذكرت ظلم من أبيك لهذا الشاب، وهو ليس ملزما شرعا بقبوله خاطبا، وخاصة إذا لم يكن مرضي الدين والخلق.
فقد حث الشرع على تزويج صاحب الدين والخلق، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه؛ فزوجوه. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
وهذا إنما هو على سبيل الندب لا الوجوب.
قال المناوي في فيض القدير: "فزوجوه "، ندبا مؤكدا. اهـ.
وإذا لم يكن ظالما له فليس من حقه الدعاء على أبيك، ولو أنه دعا عليه فالمرجو أن لا يستجاب له هذا الدعاء؛ لأن من موانع استجابة الدعاء الدعاء بإثم. فقد روى أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عن-ه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.
ونوصيك بالبر بأبيك، فالوالد يبر حيا وميتا بالدعاء والصدقة ونحو ذلك، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى: 410095.
ويمكنك أيضا الاستفادة من هذا المقال في موقعنا على هذا الرابط:
https://www.islamweb.net/ar/article/232480
والله أعلم.