عنوان الفتوى : عدم زيارة أم الزوج المؤذية هل يعتبر من العقوق؟
والدة زوجي تؤذيني بلسانها وأفعالها، منذ 15 عاما، ولقد تعبت من هذا الأمر نفسيا، وجسديا، وكلما زرتها أو زارتني تحدث مشكلة بيني وبين زوجي. حاولت مرارا، وتكرارا بشتى الوسائل أن أستعطفها، وأكرمها؛ علها تَحِنُّ عليّ وعلى أطفالي، وتتوقف عن أذيتنا، لكن دون جدوى.
هل يجوز أن لا أذهب لزيارتها، منعا لحدوث المشاكل والأذى النفسي؟
علما أن زوجي شديد البر بها وبوالده، ويزورهم بشكل يومي، ويكرمهم أحسن إكرام، ولا أمانع هذا الأمر، حتى أني لا أمانع أن يصطحب أولاده معه. فقط أريد أن أتجنب أذاها؛ كونها شديدة الغيرة، وسليطة اللسان، ليس عليّ فقط، بل على كل من حولها، لكني أنال الجزء الأكبر من أذاها؛ كوني زوجة ولدها، وهو لا يحاول الدفاع عني؛ لأنه أيضا يخشاها.
علاقتي مع زوجي -الحمد لله- جيدة طبعا، سوى المشاكل التي تسببها والدته -أصلحها الله-. وفي الفترة الأخيرة توقفت عن زيارتها، وتحسنت علاقتي معه كثيرا، وزال الخلاف، إلا أنه يعتبر أن عدم زيارتي عقوق، وأنه من الواجب عليَّ برها، وعدم قطعها. فهل هذا الأمر صحيح؟ وهل هي من الأرحام؟
أفيدونا، جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحدوث المشاكل بين الزوجة وأم زوجها من الأمور التي تحدث كثيرا، وقد يكون ذلك بسبب سوء خلق في إحداهما، أو يكون بسبب نوع من الغيرة من أم زوجها تجاه زوجة ابنها، أو لشيء من سوء الفهم لبعض التصرفات التي قد تصدر من أي منهما. وعلى كل ينبغي تحري الحكمة في التعامل معها.
وقد أحسنت فيما ذكرت من سعيك المتكرر في كل ما من شأنه أن يجلب المودة، ويزيل الجفوة، وكذلك عدم منعك زوجك من اصطحاب أولاده معه لزيارة جدتهم، فجزاك الله خيرا.
وكذلك زوجك، فإنه محسن بحرصه على البر بأمه، وصلتها، وإكرامها، تقبل الله منه ذلك، وجعله في ميزان حسناته.
ولا تكون أم الزوج من الأرحام بمجرد كونها أمًّا للزوج، إلا إذا وجد ما يقتضي كونها من الأرحام؛ كأن تكون خالة لك، أو عمة مثلا.
وعلى تقدير كونها من الأرحام؛ فإن كانت مؤذية، فيجوز قطع صلتها من السبيل الذي يتحقق به كف الأذى، كترك الزيارة مثلا، وتجب الصلة بغير ذلك من الوسائل الأخرى. وإذا كان هذا بالنسبة للرحم، فأولى إذا لم تكن أم الزوج من ذوي الرحم، فلا تجب صلتها، فما ذكره الزوج من أن هذا عقوق، وأنك لا يجوز لك قطعها؛ كلام غير صحيح.
ونختم بالقول إنه مهما أمكنك زيارة أم زوجك، والصبر عليها؛ فافعلي، فإن ذلك من الإحسان إلى زوجك، ومن حسن العشرة.
والله أعلم.