عنوان الفتوى : التجسس على الزوج وتتبع عوراته لايجوز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أود استشارتكم بخصوص زوجي حيث إنني على وشك الانهيار العصبي لأن زوجي يخونني , صحيح أنه لا يقصر في حقي من الناحية المادية ولكن من الناحية العاطفية بخيل جدا في عواطفه ولكن قد بدأت المشكلة نتيجة كثرة سفراته وفي إحدى المرات رأيت صورة لشابة سلوفاكية فاتنة مخبأة في حافظة نقوده ماذا أفعل فأنا لا ينقصني شيء، فأنا ولله الحمد والشكر جميلة إلا إذا كان وزني هو السبب فأنا لست بدينه ربما زوجي تستهويه الشقراوات النحيفات ذوات الأعين الزرقاوات, فأنا عندما صارحته بشكي بدأ ينفعل ولم يعطني فرصة كي أشرح , أريد حلا، أصبح هذا الشيء يدمرني كليا، فأنا مازلت شابة أبلغ من العمر 24 وزوجي 30 لقد تشاجرت معه وأصبحت أصر على الطلاق بعد أن كانت حياتي سعيدة سابقا أصبحت الآن أسيرة الشكوك والهموم، إني أصر على الطلاق لكي أرتاح معنويا ونفسيا، فبماذا تنصحونني؟ وما الذي علي أن أفعله كي أتجاوز مأساتي؟ فأنا لدي ابن واحد منه أرجوكم ساعدوني لا أعرف ما الذي كتبته من شدة الانهيار أتخيل وكأنني قد تم طعني من الخلف أصبحت أضرب ابني كثيرا وهو طفل صغير لم يتجاوز الرابعة أضع قهري في ابني المسكين، لقد أصبحت كارهة للرجال جميعا بسبب زوجي الذي ضيعت مستقبلي من أجله واأسفا على ما ضاع من عمري .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كان يجوز لك التجسس على زوجك وتتبع عوراته، ووجود تلك الصورة في جيبه مع تحريم اقتنائها لا يستلزم منه أنه اقترف الفاحشة مع صاحبتها أو غيرها، وهذا الذي تعانين من الهم والشكوك وغير ذلك، إنما أصابك جراء ترك ما جاء به الشرع من تحريم التجسس والظن الآثم والتخوين، لا سيما بين الزوجين.
قال تعالى: [وَلا تَجَسَّسُوا] (الحجرات: 12).
وفي الحديث: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث. رواه البخاري.
وعن زيد بن وهب قال: أتى ابن مسعود فقيل له: هذا فلان تقطر لحيته خمرا، فقال: عبد الله: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا منه شيء نأخذه منه. اهـ.
فالذي ننصحك به الإقلاع عن هذا الشك وإصلاح حالك مع زوجك والتودد إليه وحسن التبعل له مع نصحه بلطف بعدم السفر إلى الدول الكافرة لغير حاجة أو ضرورة وعليكِ أن تستعيني بما يكون سببا في التأثير عليه من شريط وكتيب ونحو ذلك، وعليكِ الاهتمام ببيتك وولدك، واعلمي أن ضربك لابنك الصغير بغير سبب لا يجوز، فأي ذنب اقترفه هذا الصغير حتى يضرب؟! نسأل الله أن يهديك ويكشف كربك.
والله أعلم.